المقالات

إيران تصعيد سافر نحو معركة كسر العظم

سلسلة الاعتداء المتعددة لإيران ووكلائها يؤكد أن طهران تعني ما تردده من تهديدات بضرب المصالح والمنشآت النفطية والممرات البحرية في المنطقة ردًا على العقوبات الأمريكية. فاستهداف المناطق المدنية والنفطية السعودية، ثم الاعتداء الأخير الذي يحمل بصمات الحرس الثوري على ناقلتي نفط دولية في خليج عمان، وعلى بعد ١٣ ميلًا من البر الإيراني، يأتي بعد أسابيع من استهداف أربع سفن نقل نفطية في المياه الاقتصادية لإمارة الفجيرة بالقرب من مضيق هرمز.

إيران التي تجبن عن المواجهة المباشرة، تستغل عبيدها العرب بالمنطقة للقيام بالأعمال الإرهابية المطلوبة، والاعتداء الحوثي على مطار أبها، هو رسالة أخرى من عاصمة الإرهاب الدولي أنها تستطيع ان تهدد أمن المنطقة، وتظهر ما سيكون عليه الحال لو حدث اشتباك مع الولايات المتحدة. فهي باستخدامها للحوثي تكشف أن الرد على العقوبات الدولية سيكون بعمليات إرهابية عبر وكلائها في المنطقة.

الملالي يدركون أنهم لا يستطيعون الرد على الولايات المتحدة باستهداف مصالحها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا يجرأون على محاربة أمريكا ودول التحالف العربي بشكل مباشر؛ لأن قدراتهم لا تسمح بهكذا مواجهة. لذلك يستخدمون عبيدهم العرب للقيام بهذه المهمة وتلقي الضربات نيابة عنهم، لعلمهم بأن الضربات ستأتي على رؤوس الحوثيين ومن حولهم ومعهم، ولا يشكل ذلك للفرس أدنى خسارة.

كل هذا يضع المجتمع الدولي مجددًا أمام مسؤوليته في مواجهة هذه التحديات للأمن والسلم العالميين. فلم تعد البيانات والتصريحات بالإدانة الأممية لجرائم ايران تجدي، وبات على هذه الدول أن تستصدر من مجلس الأمن قرارات حازمة وحاسمة، تعيد العقوبات الدولية السابقة والتي رفعت بعد الاتفاق النووي، وتضع كل من له اليد في هذه الأعمال كالحرس الثوري وحزب الله والحوثيين وغيرهم من أذرع الفتنة والإرهاب على قائمة الإرهاب، وتطبق عليهم العقوبات المترتبة. وأي تقصير وتهاون سيدفع ثمنه الاقتصاد الدولي الذي سيعاني من نقص إمدادات النفط، وارتفاع تكلفة التأمين على الناقلات، وتهديد الممرات البحرية.

أعتقد أن إيران ستواصل هذه الاستراتيجية؛ لأن ذلك لايكلفها سوى أسلحة “ستوكات” يرسلونها للحوثيين لإتمام المهمة، وهناك تقرير أمريكي صدر مؤخرًا يقول بأن إيران قررت أن تعتمد على الحوثي بدلًا من حزب الشيطان في القيام بأعمالها القذرة في المنطقة حتى يحموا قواعد الحزب من ضربات إسرائيلية مباشرة. أما الحوثيون في كهوفهم وجحورهم فهم أقدر على تلقي رد التحالف العربي؛ إضافة إلى النظرة الدونية الإيرانية لهم فهم كما يصفهم على التلفزيون الإيراني سعيد القاسمي القيادي في الحرس الثوري (أقزام الشيعة وشيعة الشوارع). وعليه أتوقع استمرار مثل هذا الهجمات، وأن لا يتوقفوا إلا بكسر العظم، وهو ما ننتظره قريبًا بإذن الله.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button