الإعلام أصبح السلاح الفتاك للعقول إما بالتدمير أو بالتعمير واليوم في عصر التقنيات وعصر السرعة والتسابق والمنافسة الشديدة على إيصال المعلومة والحقيقة فأنت بحاجة إلى جيش من المحترفين الاعلاميين وإلى أجود ما وصلت إليه تقنية المعلومات من أجهزة تصوير وبث مباشر وما يتعلق بها من استديوهات ومراسلين ومذيعين ومخرجين ووثائق وحضور لافت لتصل إما متزامنة مع الناشرين أو قبلهم ولا مجال لأن تصل بعدهم لتكون في موقع المدافع بعد أن تملكوا عقل المستمع والمشاهد وكونوا لديه معلومة أنت تحتاج وقتا طويلا للتصدي عمّا ورد في تقاريرهم ونشراتهم وهذا ما يميز الإعلام الحاضر بعيدا عن الإعلام المبيت في نملية وقت الحاجة .
اليوم المملكة تواجه هجمات إعلامية كثيرة ومثيرة للجدل من أعداء ليسوا متخفين بل واضحين وجريئين على الله وعلى بلادنا بنشر كل ما يسيء لنا في برامج ونشرات إخبارية على رأس كل ساعة وتقارير ولقاءات مع أعداء محليين خارج الوطن وأعداء عالميين قبضوا الثمن لما يعلقون ويناقشون ويعطون من معلومات مفبركة بعد أن لووا أعناق الحقائق وقدموها في تلك القنوات الإعلامية المتسخة بعفن الإعلام الكاذب الذي تم توظيفه للرفع من مكانة السافلين والنيل من الطامحين الصادقين وأسوأ مثال على هذا قناة الحقيرة التي تبث من الأحقر ( قطر ) تلك الدويلة التي أخذت على عاتقها إيذاء المملكة ودول الجوار بواسطة هذه القناة المنحطة التي تستوجب ما يمكن من إعلام مضاد يكسر حاجز وصولها للمشاهد العربي والغربي وهذا ليس صعبا في ظل وجود رؤية 2030 ووجود رجال يحبون وطنهم ويطمحون لخدمته بدءا من وزارة الإعلام وانتهاء بالمسؤلين عن تطوير قنواتنا وإعلامنا الجديد .
لدينا ملفات جديدة ظهرت على الساحة بفعل التحريض والتواطؤ الخفي من هذه القنوات المعادية كما هو اليوم عودة قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي للواجهة من جديد وتقرير كالامار ومصادقة تركيا عليه رغم أنه لا يستند لقانونية الأمم المتحدة وإنما هو تقرير يفتقد للمهنية المرتبطة بالمجلس الذي يجب أن يكون لديه الشجاعة ليفضح السر وراء هذا التقرير وهذا الجمع الأحادي الذي ربما قبضت كالامار ثمنه من دول لها مواقف عدائية مع المملكة فضلا عن أن معدة التقرير لها مواقف مماثلة ضد المملكة تحتاج استحضار من الجهات المختصة وتقديمها للمجلس وقت المناقشة والتصويت إلى جانب إعداد البرامج والاستضافات لذوي الرأي الصائب البعيد عن خدمة أجندات معادية معينة دفعت أموالا لشراء الذمم كما تفعل قطر وتركيا وإيران .
بلادنا ودولتنا وقيادتنا وشعبنا وإمكاناتنا وتمكننا في أوج قوته سياسيا واقتصاديا ولله الحمد في ظل قيادة حكيمة راشدة بنت دولة حديثة تنافس وبقوة في كل المحافل الدولية وبالتالي نحن في أمس الحاجة لإعلام قوي يواكب هذه النقلة النوعية في عمر المملكة منذ التأسيس نحتاج إعلاما احترافيا يقارع الإعلام الموجه ضدنا وبالذات هذه القناة التي تنشر خزيها من قطر التي أشغلت الساحة ببرامجها المضادة لبلادنا على مدار الساعة نحن لسنا بحاجة لزيادة عدد القنوات من باب الترفيه بل بحاجة لقنوات تواكب الحدث قنوات ذات نوعية خاصة بعيدا عن القنوات التي همها الأول والأخير التسلية واستنزاف وقت المشاهد بالمسلسلات والأفلام قديمها وحديثها وتغطية الحفلات الموسمية التي يقبض ثمنها الشركات المنظمة وتذهب مصروفاتها إلى جيوب المترفين لسنا بحاجة تلك المسابقات التي تعتمد على ريع الدعايات والإعلانات ويتم الصرف عليها بالملايين يتحكم في منحها مذيعون ويقبضها مشاركون قد لا يعرف بعضهم كوعه من بوعه وإنما نالها بناء على الحصول على فرصة الاتصال بالهاتف الثابت أو الجوال .
نحن بحاجة لتغطية المنجزات والجهود التي تبذلها الدولة من خلال مؤسساتها الحكومية غير الربحية وبحاجة لإبراز جهود الدولة في بسط مظلة الأمن والرخاء والاستقرار وتنمية الوطن مدن وقرى وهجر ومقدسات ومصانع في عصر التكنلوجيا التي شارك ويشارك في بنائها أبناؤنا في الداخل والخارج فهم أولى بالعطاء المادي في تلك المسابقات لأنهم رفعوا راية المملكة خفاقة فوق منصات التتويج العالمية بما قدموا من إنجاز في تخصصاتهم في جميع المجالات التي هيأتها لهم المملكة وبعثتهم في الداخل والخارج ليعودوا بالنفع العام لبلدهم ومواطنيهم ومؤسساتهم الصناعية والعلمية والإعلامية يستوجب تقديمهم للمشاهدين آباء وأمهات وأسر ومؤسسات من باب التشجيع والدعم المادي والمعنوي فوق ما تقدمه الدولة لهممن امتيازات تؤهلهم ليكونوا مواطنين صالحين .
اليوم اليوم وليس غدا نريد أن ننافس وبقوة ببرامج إعلامية إخبارية بمذيعين قادرين على إيصال الصوت للخارج قبل الداخل وبلغات أخرى لغير الناطقين بالعربية وعلى هذا لابد من تشكيل فريق عمل لاستضافة أصوات قوية لها على الساحة الدولية صولات وجولات ومصداقيات بعيدا عن تكرار الأسماء وإن كانت مطلوبة ولها الشكر على جهودها وآرائها المقدرة إلا أننا بحاجة للمزيد من أصحاب الرأي العالمي لإيصال الحقيقة ودحض وفضح هذه القنوات وتلك الأصوات النشاز المعادية للمملكة وقرع الحجة بالحجة بالأدلة الدامغة التي يجب تهيئتها وتقديمها لهؤلاء المشاركين وفق المعايير الدولية التي تتفق وأهداف المنظمات العالمية المعترف بها دوليا وللممملكة فيها قصب السبق في وجودها والمشاركة في تأسيسها سواء العربية منها والإقليمية والدولية حتى لا نبقى في موقف المدافع دائما بل لابد نكون من المبادرين في نشر الحقائق قبل تلويثها من قبل الإعلام العدائي المضاد ولنا كبير الأمل في معالي وزير الإعلام ومعاونيه أن يتحقق هذا في القريب العاجل وما ذلك عليهم بعزيز .