الكثرة المقصودة هنا هي كثرة الدول العربية (٢٣ دولة)، وما الذي يمكنها القيام به مجتمعة فيما لو أتحدت بالطبع، وهذا أمر بعيد المنال في ظل ما نراه من تشظٍ وفرقة.
المنطق السليم يقول إن الوحدة مفيدة رغم كل شيء؛ فهي تظهر قوة المتحدين، وتساعد في حشد الإمكانات والجهود، ومواجهة الآخرين والمتربصين، وإظهار هيبة المجموعة بحيث لا تتعرض لخطر الانقراض.
الواقع يقول إن الدول العربية فشلت فشلًا ذريعًا في هذا الجانب؛ فجامعة الدول العربية وهي الرابطة التي تجمع العرب تأسست عام ١٩٤٥م أي منذ مايزيد عن أربع وسبعين سنة، ومع ذلك لم تنجح في حل أي قضية مصيرية كقضية فلسطين وقضية عرب الأهواز أو منع الحروب الأهلية أو الحد من خطر الاستبداد السياسي الذي يضرب أطنابه في معظم الدول العربية.
صحيح أن الجامعة تنجح أحيانًا في بعض الأنشطة الثقافية والإعلامية وما يتعلق باللغة العربية، وإظهار موقف موحد من بعض القضايا، لكن ذلك يظل “ظاهرة صوتية” لاتتجاوز المنابر الإعلامية في ظل عدم ترجمة الاتفاقيات والمواقف الموحدة إلى عمل عربي مشترك يرى المواطن العربي نتيجته على أرض الواقع تقدمًا وازدهارًا.
لا نذكر مثلًا أن العرب اتفقوا على قضية كبرى بالإجماع؛ فهم دائمًا يختلفون، وأصبحت قضية الاختلاف من أسباب التندر والسخرية الأمر الذي أفقد العرب هيبتهم في العالم، بل وجعل المواطن العربي فاقدًا للثقة فيما يخص مستقبله ومستقبل أبنائه.
لن أشير إلى مواطن الخلل وأسباب عدم الاتفاق بين الدول العربية فهذا يخرج عن نطاق هذا المقال، ولكني أجادل بأن كثرة الدول العربية وتكبيلها بجامعة مشلولة وغير فاعلة هو عائق كبير في عملية انطلاق الدول العربية نحو المستقبل بحكم أن الواقع أثبت فشل التجمع، وعدم القدرة على تحويله إلى طاقة فاعلة. بل إن الارتباط بجامعة الدول العربية وقراراتها يعد سببًا رئيسيًا في تخلف وتقهقر الدول العربية، وعدم قدرتها على التقدم.
نحن كدول عربية أشبه مانكون بمجموعة رياضيين قرروا أن يدخلوا في سباق ركض، لكنهم يريدون الوصول جميعًا وبوقت واحد في حين أن فريقهم يضم متسابقين من أعمار مختلفة ومعاقين وعواجيز ومرضى.
هذا يستدعي أن يتراخى النشط والشاب؛ لكي لا يتقدم على العواجيز والمعاقين والمرضى والمشككين في قدراتهم البدنية، وفي النهاية لايصل أحد بحكم أن هناك من سيقع، ومن سيتعثر ومن سيخرج من السباق لكبر سنه أو لعدم قدرته على التحمل. دولنا العربية هي مثل هذا الفريق بتشكيلته الغريبة لن تستطيع الوصول إلى شيء طالما قررت أن تخوض سباق المستقبل والحداثة بهذه الطريقة الجماعية.
ماهو الحل والحال كذلك؟
الحل هو أن يكون هناك ٢٣ سباقًا، وكل سباق يضم دولة واحدة فقط (متسابق واحد) لنرى من يصل أولاً. السباقات الفردية ستمكن الجميع من الانطلاق كل حسب قدرته وإمكاناته دون أن يلتفت للبقية، على أن يبذل كل متسابق طاقته القصوى للوصول في الوقت المحدد، وليكن موعد الوصول ٢٠٣٠ دون تأخير.
السباق الجماعي مضر، بل ومعيق ولم ينجح سابقًا لكي ينجح مستقبلًا، والمعنى في بطن الشاعر كما يقال !!
وللأسف فالعدد قابل للزيادة خلال السنوات القادمة
اري بتطعيم الجامعه العربيه بشخصيات فذه كالجبير كعضو شرف وفي كل دوله رجال ذو فكر وسياسه واقترح ان يكونوا وزراء الدول العربيه هم نفسهم ممثلي جامعة الدول ولهم رجال يمثلونهم منتدبين
تحياتي د رديعان بارك الله فيك
كم تمنيت ان الجامعه الدول العربيه توحد كتابة الاسماء العربيه باللغة الانجليزيه