المقالات

اختيار موفق

أزعم أن المجال التربوي والتعليمي هو المجال الذي كتبه الله لي؛ حيث أمضيت فيه بفضل الله وكرمه مايقارب من ثلثي عمري، ووجدت متعتي فيه وأكثر من ثلاثة أرباع عمري الوظيفي، قضيتها في الأعمال القيادية مابين قائد مدرسي، ومشرف تربوي، وإدارة تعليمية إلى جانب تشرفي في العمل التدريسي في بداية حياتي العملية، وقد عملنا مع عدة وزراء بداية من معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وحتى الوزير الحالي معالي الدكتور حمد آل الشيخ، والذي يبدو لنا والله أعلم، إنه يعمل بحرفية عالية جدًا في هذا المجال والقرارات التي اتخذها تعطي مؤشرًا أننا سنشهد نقلة تعليمية غير مسبوقة في المجال التعليمي عطفًا على مانشاهده، ونلامسه على أرض الواقع من معطيات وقرارات، ولامجال لأحد أن يعتبر كلامي هذا مجاملة فلقد (أنخت ركابي)، وأصبحت أحمل مسمى متقاعد منذ ثلاثة عشر عامًا فلا مصلحة شخصية لدي في ما أقول، ولكن كلمة الحق يجب أن تُقال، فإلغاء التقويم المستمر الذي ضرنا كثيرًا يعد قرارًا جريئًا يعكس شجاعة وقدرة وفكر من اتخذه، وسنجني ثماره بعد عدة أعوام بعد أن دفعنا ثمن وجوده في مدارسنا على مدى قرنين من الزمن، وإعادة مادتي الإملاء والخط أيضًا فهو قرار سنجني فوائده مستقبلًا، وكذلك تأكيد معاليه كثيرًا على التركيز على حجرة الصف أولًا بعد أن كان في السابق مجرد شعارًا يرفع، والجولات المكوكية من معاليه في أرجاء الوطن بين الفينة والأخرى والتشكيلات القيادية التي شاهدناها مؤخرًا تعطيك انطباعًا أن القادم للتعليم أجمل وأروع، وقد التقطت اختياره للدكتور فهد الزهراني كمدير مكلف لتعليم مكة، بالرغم من قصر المدة التي قضاها كمساعد لمدير تعليم للشؤون التعليمية كمعيار لحسن الاختيار فالأخ فهد عرفته قبل عدة سنين، وتوقعت أن يكون يومًا من الأيام مديرًا للتعليم، وأعلى من ذلك منصبًا، وقلت له ذلك حينما أدار التعليم الاهلي في مكة المكرمة، وحقق في بضع سنين إنجازات لايتسع المجال لحصرها، وكان حديث كل من عمل في هذا القطاع فهو إداري متميز، وقائد فذ، ويجيد التعامل مع الكل، ويملك فكرًا مبتكرًا نيرًا إلى جانب حيويته ومقدرته على تشغيل كل من حوله بسلاسة واقتناع، واختياره كان موفقًا جدًا بكل المقاييس، ويدلل على أن هناك عينًا بصيرة في الوزارة، تسجل وترصد وتنتقي، وأتوقع أن يكون مدير تعليم يُشار إليه بالبنان على مستوى الوطن.

أخيرًا كم أتمنى أن يستمر معالي الوزير الحالي لأطول فترة ممكنة؛ لتحقق الأهداف والرؤى التي يحملها ونحن على موعد مع تطور نوعي غير مسبوق في مجال التعليم، يتماشى مع رؤية ٢٠٣٠ ، ووفق الله الجميع لما يحبه، ويرضاه ورزق الله الجميع الإخلاص في القول والعمل، إنه على كل شيء قدير.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button