كانت رحلة الحاج في العصور الغابرة من أصعب الرحلات في حياة المسلم؛ نظرًا لما يواجهه من مشقة ونصب إن لم نقل الموت من قلة الزاد والماء ووعورة الطرق وقطاعها للوصول إلى الديار المقدسة التي تهفو نفسه شوقًا إليها..ولكن لم يكن ذلك إلا صورة قاتمة من تاريخ مضى .. وبعد أن جاءت الدولة السعودية، جعلت رحلة الحاج آمنًا وطمأنينة وسلامًا بقيادة مؤسسها الملك الباني عبدالعزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه – واتبع سننه أبناؤه البررة، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله- وبتوجيهاته السديدة باستخدام التقنية في خدمة الحجيج، وبمتابعة ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، أصبحت رحلة الحاج أيقونة للانسيابية للخدمات التي تقدم للحاج؛ فقد تم تسخير التقنية، وأصبحت مصباح علاء الدين في تنظيم رحلة الحاج من (الفكرة إلى الذكرى)؛ حيث تنساب في إطارات تقنية عالية. وكل ذلك بإشراف معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن ومعاضدة نائبه معالي د.عبدالفتاح مشاط.
فوضعت الوزارة على موقعها مسارين أحدهما لحجاج الخارج والآخر لحجاج الداخل. وهذا يتواكب مع رؤية 2030 في استضافة 30 مليون حاج ومعتمر، فمسار حجاج الخارج يتوفر به: إصدار التأشيرات، ومن ثم إجراءات الاستقبال، وتوفير النقل، والسكن، والإعاشة .. وغيرها وهذا يتطلب ربط أسماء الحجاج بحزم الخدمات وتحديد المفوضين باستخدام النظام من كل دولة، والبدء المبكر بإبرام تعاقدات حزم الخدمات، والتنسيق مع الجهات المعنية بشؤون الحج، وربط تأشيرة الحاج بمجموعة الخدمات اللازمة.
كل ذلك ضمن عقود واضحة، وبدرجة عالية من الشفافية مع رقابة ومتابعة وزارة الحج؛ لضمان التزام كل جهة بمسؤولياتها، وتنفيذ بنود التعاقد الذي يحفظ حقوق الحاج. وقد نظمت وزارة الحج والعمرة تعاقدات تعريفية لنظام المسار الإلكتروني يتيح لمكاتب شؤون الحاج بالدول الإسلامية والمنظمين السداد عن طريق الدفع الإلكتروني وإنهاء إجراءات تأشيرة الحج بأسماء الحجاج وبقية معلوماتهم الشخصية وفقًا للخيارات المتاحة وحزمة الخدمات، وبالتكامل مع النظام الإلكتروني الموحد ونظام وزارة الخارجية.
– وأما المسار المخصص لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين فقد تم وضع رابط لاختيار البرامج المفضلة، وهو المنفذ الوحيد للحجز لكافة البرامج المعتمدة، وأن أي تسجيل خارج هذا المسار يعتبر تعاقدًا وهميًا ولا يعتد به؛ لأنه لا يشمل التصريح بالحج والذي يتم عن طريق المسار الإلكتروني من خلال التكامل الإلكتروني مع وزارة الداخلية. وبالتالي القبض في منافذ العبور على كل من ليس لديه تصريح للحج، ومنعه من دخول مكة.
وفي المسار الإلكتروني، يطلع الحاج على البرامج والشرائح والأسعار المقدمة من الشركات والمفاضلة بينها حسب احتياجاته وإمكاناته الاقتصادية. وقد تم إعادة تسمية البرامج فمثلًا (البرنامج العام) سمي ببرنامج (الضيافة) (والحج المخفض) بالبرنامج الاقتصادي (1) (والحج الميسر) بالبرنامج الاقتصادي (2) .. وذلك لتوفير خيارات متعددة تناسب كافة شرائح المجتمع، كما تتوفر روابط أخرى لتحديد مواقع المخيمات بالمشاعر. وخدمة الحضانات والروضات الموسمية. وخدمة إلغاء الحجوزات واسترجاع قيمة الحجز إلكترونيًا وغير ذلك …
كل ذلك ساهم في تسهيل، وتيسير الإجراءات كما وفر مرجعية نظامية يتم الرجوع إليها في حال حدوث اختلاف على الباقات والخدمات والاسعار؛ حيث الإشراف العام من الوزارة وإحكام رقابتها على ما يتم الاتفاق عليه من خدمات. وفي نفس الوقت تحقيق مبدأ الشفافية في الإفصاح عن الشركات والأسعار، وما يتم تحصيله من الحجاج من مبالغ مالية مقابل خدمته.
وهي خطوة تؤكد على اهتمام وزارة الحج والعمرة على تحقيق مبدأ الشفافية بين طرفي التعاقد على الخدمات، والإشراف والمراقبة من الوزارة على العمليات ومتابعتها. فهنيئًا للوزارة هذا الإنجاز، وهنيئًا لنا على ما وهبنا من قيادة حكيمة توجه دفة سفينة الحج إلى بر الأمان.
وهي خطوة تؤكد على اهتمام وزارة الحج والعمرة على تحقيق مبدأ الشفافية بين طرفي التعاقد على الخدمات، والإشراف والمراقبة من الوزارة على العمليات ومتابعتها. فهنيئًا للوزارة هذا الإنجاز، وهنيئًا لنا على ما وهبنا من قيادة حكيمة توجه دفة سفينة الحج إلى بر الأمان.
سدد الله خطاكم وكتب اجركم وحفظكم من كل سوء واذى مقال في منتدى الروعه جزيتي خيرا