(ضَـمِــير مَـــكِّـــي)
* أحترم جدًا اختيارات مختلف أطياف المجتمع، فللناس فيما يعشقون مذاهب؛ ولكن لا أتوقع أن يأتي يومٌ أبحث فيه عن حضور حفلة غنائية؛ واعتبروني رجعيًا أو متخلفًا إذا رأيتُ أن إنفاق الأموال عليها نــوعًا من الــتَّـــرَف؛ لاعتبارات دينية، ولأنَّ ما سوف يُــردّده مطربوها متاح مجانًا في مواقع الإنترنت – لـمَــن يَــرغب -؛ وبجودة عالية؛ في حين بعض المطربين إذا غَــنَّــى مباشرة يفقد صوته؛ بل منهم مَــن تخونه إمكاناته الضعيفة التي تعالجها الاستديوهات وبرامج التسجيل وتقنياتها الحديثة؛ ليكون دورهم التمثيل على المسرح، وتَـحريك الــشِّــفَــاه!!
* وهنا (هيئة الترفيه) – التي نقَــدِّر مسؤوليها على المستوى الشخصي – اهتمت جدًا بتحقيق رغبات محبي الحفلات الغنائية عربية كانت أو أجنبية، وعملت على نشرها في مختلف المناطق والمحافظات والـمُــدن؛ – فصنعت سوقًا رائجًا للمغنيين والمغنيات الذين كانوا قبلها يعيشون في كساد كبير؛ فبعضهم أصبح اليوم لايجد وقتًا للنوم؛ لِـيـُــنَـفِّــذ حفلات تجاوز عددها ما شارك فيه طوال عمره الذي مضي!!
* لكن “الهيئة” في المقابل هَــمَّــشَــت أمنيات شرائح كبيرة من المجتمع السعودي لاتريد تلك الحفلات لاعتبارات دينية أو اقتصادية أو حتى خاصة؛ ولذا وبما أنّ “الترفيه” حــق للجميع والجهة المسؤولة عنه “هيئته وطنية عـامة” تسعى لتحقيق جــودة الحياة، وكذا تشجيع السياحة الداخلية، وكلاهما من عناوين رؤية المملكة 2030م، فعليها مشكورة أن تلتفت للآراء كافة، وأن تعمل على تلبية مختلف الرغبات؛ وذلك من خلال تنويع برامجها وفعالياتها، التي عليها أن تُـستمد بداية وأصالة من مُـسلَّــمَـــاتِــنا الدينية، ثُـمّ من الهوية والثقافة السعودية؛ وأن تُــكَــرِّس لهما؛ لكي لايكون تــرفيهنا مجرد محطة استيراد لثقافات الآخرين؛ فليس بضرورة ما يلبسه غيرنا يناسبنــا!!
* أخيرًا شهدت بعض الفعاليات التي أقيمت خلال الفترة الماضية شيئًا من التجاوزات، التي وإن كانت فــردية إلا أنها أساءت للمجتمع السعودي وقِـيَــمِــه، وسمحت لأعدائه بأن يَـمَــسُّــوه من خلالها؛ ولذا فعلى “هيئة الترفيه” – وهي المجتهدة والحريصة – أن لاتكتفي بمنح التصاريح للبرامج؛ بل واجبها المتابعة والمراقبة، وإيقاع أقصى العقوبات وإعلانها على أية تجاوزات قد تحدث؛ بحيث يكون نُــصْـــب عيون مسؤوليها دائمًا العبارات الرائعة والحكيمة لــ(خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز):”لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال”.
هيئة الترفيه عليها تقع المسئولية كاملة لكل يحصل من تجاوزات وإن كان لا يوجد رادع اليوم فليس معنى ذلك ألا سيكون
دمت بخير