أحمد حلبي

تصاريح الجوازات..ومعاناة المواطنين

حينما بدأت المديرية العامة للجوازات بتطبيق نظام الخدمات الإلكترونية لأعمالها استبشرنا خيرًا بها؛ خاصة وأنها جاءت متوافقة مع الخدمات الإلكترونية التي تقدمها القطاعات الحكومية لتسهيل إجراءات وأعمال المواطنين، وعلى مدى السنوات الماضية ساهمت الجوازات في تسهيل الكثير من الإجراءات للمواطنين والمقيمين على مدار العام إضافة إلى دورها في مواسم الحج، غير أنها في موسم حج هذا العام غيّرت من أنظمتها وعادت لأسلوبها التقليدي المعتمد على العمل اليدوي، فمع بدء تطبيق نظام منع المقيمين من دخول مكة المكرمة دون تصاريح ظهرت أنظمة وإجراءات لم يكن لها في السابق وجود، وبدلًا من أن تكون عاملًا مساعدًا لإنهاء الإجراءات وتسريعها، تحولت إلى عامل تعطيل للكثير من مصالح المواطنين، وغدت الإجراءات تجمع بين التقنية الإلكترونية والأعمال اليدوية، معتمدة في بدايتها على إدخال البيانات عبر نظام “أبشر” الإلكتروني لتحويل الطلب بعد ذلك للدراسة لدى لجنة تقرر منح التصريح أو رفضه بطريقة يدوية، وإن صدرت الموافقة بمنح التصريح يتولى مركز الجوازات بحي الرحاب في جدة اعتماد الإصدار، وهو ما يعني أن اصدار التصريح لسائق يحمل إقامة صادرة من مكة المكرمة، أصعب من إصدار إقامة جديدة أو تمديد تأشيرة زيارة !.

فهل يمكن القول بأن هذه الخدمة جيدة وتتوافق مع التطورات التقنية التي شهدتها الجوازات، أو أنها ستساهم في تسهيل الإجراءات، ومنح التصاريح لمن يستحقونها فعلًا ؟
لقد كنا نأمل من المديرية العامة للجوازات أن تكون أكثر عونًا ومساعدة للمواطنين خاصة سكان محافظة جدة المرتبطين بأعمال موسمية في مكة المكرمة، والذين تستلزم أعمالهم التنقل يوميًا بين جدة ومكة المكرمة، وبحاجة ماسة للسائقين، وأن تسعى لعمل إجراءات ميسرة لهم لا معقدة تحول دون تمكنهم من تقديم خدماتهم للمستفيدين منها.

ولا أقول أن الإجراء الذي خطتها المديرية العامة للجوازات هذا العام غريب، لكن الغرابة تكمن في إلزام من كانت إقامته صادرة من مكة المكرمة ومقر عمله وسكنه بها الحصول على تصريح لدخول مكة المكرمة خلال موسم الحج، إن هو خرج منها مع مكفوله لظرف طارئ أو عمل.

وهنا نسأل ما جدوى إصدار بطاقات الإقامة عبر الخدمة الإلكترونية، إن كانت غير مجدية ؟
ولازلنا في بداية موسم الحج والفرصة متاحة لدراسة الإجراء المتبع والعمل على تقييمه، ودراسة سلبياته وإيجابياته إن كان ثمة إيجابيات له.

لكن أن يبقى الحال على ما هو عليه، ويصاب المواطنون بالضرر، وتأتي الجوازات نهاية الموسم متحدثة عن تحقيق الكثير من النجاحات، التي ساهمت في الحد من دخول المقيمين لمكة المكرمة، فهذا هو الخطأ؛ لأنها تحدثت عن منع من يحمل إقامة صادرة من مكة المكرمة من الدخول لها، فهل يعد هذا نجاحًا ؟

Related Articles

One Comment

  1. نرجو من الادارة العامة للجوازات النظر بعين الاعتبار فيما جاء في هذا المقال لحل مشكلة المقيمين الذين صدرت اقاماتهم من جوازات مكة ولم يسمح لهم بدخول مكة فخدمة التصاريح لهم لم تفعّل لخلل في النظام . نرجو الاسراع في حل هذه المشكلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button