المقالات

مظاهرات إسرائيل وتجاهل قناة الجزيرة

قد يستغرب البعض عدم تغطية الجزيرة القطرية لمظاهرات اليهود الإثيوبيين نتيجة للعنصرية الإسرائيلية، واستخدام قوات الأمن ومكافحة الشغب العنف ضدهم والشعارات التي رفعوها ك”فلسطين حرة” و”الله أكبر”.

ويزيد من علامات التعجب المواقف العروبية والإسلاموية التي تدعي القناة المدارة من الإخوان المسلمين والقوميين العرب تبنيها، وما تفاخر به من دعم لقضية القدس وحركة حماس وغيرها من المواقف التقليدية لمحور المقاومة التي تقوده إيران، وتتماهى معه تركيا.

ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فباعتراف أمير قطر الأب حمد بن خليفة في التسجيلات المسربة مع القذافي، سعت قطر منذ التسعينيات للتقرب من إسرائيل، والتعاون جهرًا وسرًا معها للضغط على السعودية وحماية مصالحها مع الولايات المتحدة. وزاد هذا التقرب والتنازلات مؤخرًا بغرض مواجهة المقاطعة العربية والانتقادات الأمريكية، والتغطية على علاقاتها مع إيران والمنظمات الإرهابية.

ولحظنا كيف اعتذرت القناة بعد بث تقرير أغضب إسرائيل وبشكل مهين بالعربية والعبرية والعقوبات التي طالت كل من شارك في التقرير.
ولنفس الأسباب نفهم عدم تغطيتها للمظاهرات الأخيرة فهي اليوم بحاجة ماسة لكسب الرضا الصهيوني، والابتعاد عن كل ما يغضب تل أبيب.

الجزيرة تكشف كل يوم حقيقتها التي حاولت خلال العشرين عامًا الماضية إخفاءها بادعاءات المهنية والقومية والإسلامية، فهي مجرد بوق إعلامي لنظام يسعى لإشاعة الفتن والإرهاب، ويحمل معاول الهدم والتخريب والتقسيم خدمة لمشروعه التآمري مع الجماعات الإرهابية وأعداء الأمة في الغرب، وفي المنطقة.

ومع هذا التكشف اهتزت صورة القناة لدى متابعيها من المخدوعين بشعاراتها، وملوا من أسلوبها الترديدي والإلحاحي لأخبار وقضايا قديمة ومملة كقضية خاشقجي لأهداف عدائية لجيرانها وتصفية لحسابات سياسية قطرية بحتة. وبعد أن كانت القناة الإخبارية الأكثر انتشارًا في العالم العربي، تقدمت عليها قنوات وصلت إلى الساحة بعدها كالعربية وسكاي نيوز ولكن بمهنية أعلى.

الطريق إلى الهاوية يبدأ بغلطة، وأغلاط الجزيرة تراكمت وتكاثرت حتى لم تعد إداراتها تبالي بنتائجها الوخيمة. فكل من فيها مرتزقة يهمهم بالدرجة الأولى، إرضاء ملاكها، والتكسب من أجورها بعد أن فقدوا هم أيضًا مصداقيتهم ومهنيتهم، وحرقوا جسورهم مع الجمهور وفرص العمل البديلة. ولم يعد أمامهم إلا الاستمرار في الخط الذي مضوا عليه إلى غير رجعة. ونهاية هذا الطريق باتت قريبة!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button