من ايام قليلة احتضنت قرية ال سلمان بالباحة ببني بشير صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز, فقد كان ثمة موعد أخر مع روح وطنية متوثبةتشعرك بلون أخر في الوجود , وطعم مختلف للحياة , حُسن في الظن وسلامةٌ في الصدر , تجاوَرَ سموه الكريم مع الناس بقلبه وعقله , عانق المحبة والود والوئام , مؤمن بالتواصل مع الجميع ومن محياه الباش ينضح البشر ومن ابتسامته العريضة تلمح الصدق والحميمية , لتتلازم معه حد الوثاق دون معرفة مسبقة تلك هي شخصية سمو الامير, ولن استطرق في الحديث عن سموه الكريم فروحه الطاهرة ونفسه الزكية وتواضعه الجم وخلقه العالي تضعك في دائرة القصور وفي الحلقة الاضعف حال الوصف ,فالوصف هو غير الحقيقة ويظل اقل من الواقع المعاش ,لان من تتوج بدماثة الاخلاق فهو يعد ذروة عطاء الانسان ونبلهفي هذه الحياة , ومن قبل لُخصتْ رسالة النبوة على هذا المبدأ , فالأخلاق غاية عظيمة ومقصد شريف وقد لاحظت ذلك متمثلًا في شخصه الكريم , وما يدلل على كلامي هذا هو قربه من الناس بعفوية صادقة وبملامح باسمة وسمات لطيفة , وبرغم ان زياره للمنطقة هي الزيارة الاولى الا انه كان قريبا من الجميع وكأنه يعرف عامة الناس من فترات طويلة ,كان يتحدث بود وبحميمية وكأنه شاطر الكثير منهم في أيامهم بل وعاش أدق تفاصيل حياتهم , وهذا الملمح هو ما يولد شعور أخر يجعلك تدرك شخصية امتازت بهذا التواضع لتقف امام شخصا اخر مغاير ومختلف تماما عن الاخرين , كانت زيارة ميونه محفوفة بالوقار, وقد عبر في حديث خاص بعد ان تحدثت معه في عجالة ان يكرمنا بزيارة اخرى وقال ان هذه الزيارة هي الاولى للمنطقة ولن تكون الاخيرة حيث سر كثيرا لأجواء منطقة الباحة وتضاريسها المختلفة وتبايناتها الجغرافية المتنوعة التي تشعر الزائر بلحظات ماتعة وبحالة احتفالية مغايرة تماما عن غيرها , فقرية ال سلمان التي توشحت بالاحتفال وحازت بقصب السبق هي كغيرها من قرى المنطقة التي تتناثر كاللآلئ على قمم الجبال والتي توحي الزائر بملامح الروعة والانس والجمال في كل الاوقات.
اما لحظات الغروب في عالم القرية بزخرفها الباذخ بعد ان جمعت بين الاصالة والمعاصرة فما ان تمد النظر بعد ان تناثر الشفق في افق السماء قبل مغيب الشمس ترى الصور الشاعرية وحفز الالهام وتسجل ذروة ابداع الجمال وترصد لحظات ماتعة حد الترف وتختلف عن غيرها في كثير من الامكنة خارج منطقة الباحة , من هنا فقط تشعر بمكان مختلف ومغاير تماما ليس له نظير ولا شبيه على الاطلاق , فقد غطرفت قرية ال سلمان في تلك الليلة بدلالات نفسية زاخرة بالمعاني وتعالى الصوت بأهازيج الفرح وتفتقت اصداء الصوت من جنبات جبال بني بشير فرحا بمقدم هذا الضيف الكريم بعد ان جمع المكان بين الحسنيين
ولذا لا يسعني الا ان اتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان لسمو الامير عبدالعزيز الذي منح باحة الجمال وجهه المشرق لتتعانق البعدين الوضاءة في صيف ازدان ببعدي الجمال وضوء وجه المشرق في مكان اسمة قرية ال سلمان بني بشير وفي صيفها الاربعين كان موعداً ساراً للأنس والسعادة والسرور, فلك التحية من اعماق القلب وننتظرك في كل عام بوهله وشوق , والشكر موصول للأستاذ سعيد البشيري (ابو ايمن) لوفاءه لمسقط الراس بعد ان كان وفياً للوطن وابناءه فطوال عقدين من الزمان ومن خلال جائزته التي كانت تمنح لكل ناشط وفاعل لهذا الوطن المعطاء في ظل القيادة الرشيدة وفقها الله وبكل جود وسخاء , فكم كنت كبيرا وكم علينا ان نغتبط بأمثالك , اخيرا ستظل مقولة ضيف الباحة سمو الامير في تغريدة الاخيرة بعد الاستقبال وساماً نفخر فيه وقول نعتز به حينما قال ان اهل الباحة قول وفعل ولاشك أن باحة الخير وموطن الجمال تتشرف بكم وبكل ابناء الوطن وسنظل نردد شعار ضيافة كرم الباحة (مرحبا هيل عد السيل) ونحفل باستقبال وفودها في كل مكان وبكل زمان. والى لقاء.