انطلاقًا من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تسخير كافة الإمكانيات؛ لتسهيل قدوم الحجاج وتوفير كافة الخدمات لهم؛ فإن وزارة الحج والعمرة وكما جاء في بيانها الصحفي حول الإجراءات التي قامت بها السلطات القطرية لمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج، فإنها ترحب بالأشقاء القطريين القادمين لأداء فريضة الحج وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، أسوةً بما تقدمه لكافة الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم، انطلاقًا من مسؤولية المملكة العربية السعودية تجاه أشقائها في العالم الإسلامي، فالقيادة السعودية أكثر حرصًا على تمكين المسلمين من أداء نسكهم في أمان وراحة واطمئنان.
غير أن السلطات القطرية تفاجئنا في كل عام بإجراءات توضع مدى إصرارها على منع مواطنيها من أداء فريضة الحج واستغلال الحج وتحويله من فريضة دينية إلى موقف سياسي، وللعام الثالث على التوالي تصر السلطات القطرية على منع مواطنيها من أداء فريضة الحج، وإن كنا قد عشنا في العام الماضي المواقف السلبية التي اتخذتها السلطات القطرية لمنع من مواطنيها من أداء فريضة الحج من خلال حجب الرابط الذي خصصته وزارة الحج والعمرة لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج، وحجبها للرابط الثاني البديل الذي وضعتها وزارة الحج والعمرة، لكنها في موسم حج هذا العام انتهجت اتجاهًا آخر اعتمد على الهروب من المواجهة، فوفقًا للإجراءات المتبعة بين وزارة الحج والعمرة ومسؤولي شؤون الحجاج بالعالم الإسلامي، اجتمع مسؤولو الوزارة مع المسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر “لترتيب قدوم الحجاج القطريين، وعُقد الاجتماع معهم بتاريخ 8 / 6 / 1440 هـ، وبُحثت كافة الأمور المتعلقة بتنظيم قدوم الحجاج والمقيمين من قطر لأداء مناسك الحج، ولكن الوفد القطري غادر دون أن يوقع على اتفاقية الحج، وبالتالي لم تمنح السلطات القطرية الفرصة لشركات الحج القطرية من القدوم للاتفاق مع مقدمي خدمات الحجاج في المملكة”، وهذا يعني إصرار السلطات القطرية على منع مواطنيها من زيارة البقاع الطاهرة.
ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد الذي اتخذ هذا العام، فقد منعت السلطات القطرية مواطنيها من أداء العمرة أيضًا.
ورغم أن وزارة الحج والعمرة وضعت روابط إليكترونية لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر من حجز أماكن إقامتهم، والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها والقدوم عبر أي خطوط جوية غير الخطوط القطرية لأداء مناسك العمرة، إلا أن السلطات القطرية سارعت بحجب هذه الروابط.
وتظل المملكة العربية السعودية حريصة على تمكين الإخوة القطريين من أداء فريضة الحج، وتسخير كافة الإمكانيات لتسهيل قدومهم، غير أن تعنت السلطات القطرية يحول دون ذلك.
