د. عبدالحفيظ محبوب

السعودية أنقذت اتفاق الطائف من العناية المركزة

بعدما شرعت وزارة الخزانة الأمريكية بتطبيق عقوبات ضد نواب ومسؤولين في حزب الله، والذي عبر عنه لأول مرة حزب الله عن مستوى القلق الذي ينتابه، والآثار الداخلية والخارجية لعقوبات كهذه عليه، وربما على بعض حلفائه، في ضوء ما يتسرب من قائمة جديدة ستضم قيادات في أحزاب قريبة منه تؤمن غطاء سياسيا لأعماله.

الكتلة النيابية التي يرأسها النائب محمد رعد المشمول بالعقوبات الأميركية مع زميله النائب أمين شري وصف تلك العقوبات بأنها تشكل عدوانا على لبنان وشعبه وخياراته وهو أمر مرفوض ومدان بكل المعايير السيادية والأخلاقية.

وحزب الله كذراع لإيران المختطف للدولة اللبنانية يتذرع بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حزب الله منزعج من العقوبات الأميركية التي دمجت ولأول مرة بين الجناح العسكري والسياسي، فيما لا يزال الاتحاد الأوربي متحفظا على ذلك قد يكون من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي وحتى لا تتجه إيران نحو التخصيب ما عدا بريطانيا التي انضمت إلى الولايات المتحدة وهي في طورها الخروج من الاتحاد الأوربي.

ومن يعود قبل تشكيل داعش في العراق وإعطاء أوامر من قبل نوري المالكي  بانسحاب الجيش، وتسليم الموصل لداعش، سبقها اتهامات لسنة العراق بالإرهاب، نفس السيناريو يتكرر اليوم في لبنان حيث يتم اتهام سنة لبنان بالتطرف، وربط أي حادث أمني طابعه التطرف في لبنان بحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تستهدفهم وتتهمهم بالداعشية كما حصل مع عملية طرابلس الإرهابية ليلة عيد الفطر مطلع يونيو 2019 والتي أدت إلى استشهاد أربعة من العسكريين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على يد عبد الرحمن مبسوط الذي قضى خلال العملية.

يستنكر سنة لبنان التمييز بين المجموعات التي ذهبت إلى سوريا لتقاتل إلى جانب النظام ولم يتعرض لأفرادها أي جهاز أمني، وبين من التحقوا بجماعات مسلحة ضد النظام السوري ويتعرضون للملاحقة والسجن.

الإرهاب في أساسه لا صلة له بالأديان كافة وهو صنيعة عالمية وصنيعة دول مثل إيران ويمارس هذا الإرهاب في لبنان حزب الله الذي يقاتل في سوريا وفي المنطقة في اليمن ومن قبل في البحرين والمنطقة الشرقية ضد السعودية.

فسنة لبنان بعيدون عن التطرف بل حزب الله هو الذي يمارس الإرهاب واختطاف الدولة وترهيب اللبنانيين بحجة مقاومة إسرائيل، وحينما استهدف من قبل أمريكا يحاول الآن تحويل التهمة إلى شيطنة سنة لبنان وأنهم إرهابيون على غرار نوري المالكي في العراق مع اختلاف الوضع الآن.

وبشكل خاص بعد حادثة الجبل بين الدروز سعى اللبنانيون إلى تغليب الحكمة والعقل وإلى عدم تكبير دائرة الانشقاق داخل المجتمع اللبناني والسعي نحو الوحدة اللبنانية والحرص على العيش المشترك كما نص عليه اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.

أرادت السعودية التأكيد على اتفاق الطائف الذي يحفظ لبنان من جره نحو حرب أهلية أخرى جديدة، وحرص السعودية على أمن لبنان، وأهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي، أي أن السعودية معنية كما قال ميقاتي عندما اجتمع الملك سلمان برؤساء لبنان ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام في 15/7/2019 من أن السعودية لديها خطوات تجاه الدولة اللبنانية وهي معنية بإعادته إلى محيطه العربي بعدما اختطف حزب الله الدولة اللبنانية، ويريد الانقلاب على اتفاق الطائف أو إخراج اللبنانيين من اتفاق الطائف بعد تأثيره داخل النظام السياسي وحتى داخل الحكومة اللبنانية.

زيارة الوزراء للسعودية أتت لتدعيم اتفاق الطائف وتعزيزه وضرورة تثبيت وتوطيد الشرعية ومؤسساتها في ظل وفاق مبني على اتفاق الطائف.

اجتماع الملك سلمان بوزراء لبنان من أجل إعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية وتمكينها من بسط سلطتها الكاملة وعدم السماح لأي فصيل أو حزب من تشكيل دولة داخل الدولة اللبنانية، وبسط قواها الشرعية على جميع مرافقها وأراضيها، وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها بما يعزز من وحدة اللبنانيين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button