مدخل :
كان محمود درويش الأصدق
حين قال:
يقول لي جدي دوماً ..
بأنّ حيفا أجمل مدن العالم!
أنا لم أرَ حيفا …
و جدّي لم يرَ أي مدن العالم!”
(السراة )
هي بسملة الضياء
وفاتحة الشروق المبكر
أول طائر من حولنا
في الأرض غنّى للسماء
صباحها فاكهة للغناء
وليلها يلمع مثل الذهب
أُسّر لها نجواي :
(أعدّي لي الأرض كي أستريح
فأني أُحبك حتى التعب)
يستريح فيها البنفسج
تُسابق ضوء الصباح
لتوقظ تلك الجميلة أحلامها
مصيرها الفن
وسيّد شوارعها الرذاذ
تُولّد في عشاقها رغبة عارمة لتحويل كل لحظاتها عيداً بمذاق الجمال
الغيم يمنحها مذاق الحلوى
والضباب يجعل منها
تهاليل الزمان الآتي
تُعير العصافيرَ ألوانها
وتمنح ورد البساتين أعطارها
(هي )
أيطلا ظبي
وساق غزالة
تغريد شحرور ٍ
وومض الشمعدان
جهود تُزرع في أرجائها
معنى السحر
(مبادرة التشوه البصري)
ليست مجرد لوحات
وجداريات
بل صناعة لمشروع الاستدامة
عبر مسراب الفن الراقي
الباعث على الجمال
(المدرج الروماني بمراوة )
فردوس الدقائق
لسان الحاضر
وأصوات البعيد من الزمان
يستحضر حجارة “لسبوس”
التي تَبكيها “طروادة”
ويجلب لنا دهراً يضَمَّ القادمينَ العالقينَ في قواربِ “أُوديسيوس”
في محيطه ترى وجوهًا مُتلهّفةً
ومشاهد من ” فُلك نوح”
وطوفانٍ مسالم
غير صالحٍ للغرقِ…
يُحيل صوت الليل أزرق
(مهرجان الأطاولة التراثي)
حلمٌ من حجر
تحول رمزاً نراه
وشيئاً شبيها بحلمٍ حضر
الفارق الصعب بين السراب
وبين المطر
أتذكر أبناء الريح
استحضر بعضي الراحل
ماتساقط من الروح والطفولة
كمن يخرجْ من الكتب القديمة
أزقة القرية تُعلّق فتنتها
فوق مساريب العهد القديم
وكأن الأماكن لم تغير جلدها
تُحب الأطاولة وأهلها مرتين
مرة لأنهم استنطقوا لغة البئر
ومرة لأنهم غيروا مجرى القمر
ستحني لهم قامتك
فأنت تصافح في فعلهم
(همةً من صخر )
( مهرجان قرية الجلحية )
له في القلب مستودعٌ
منسوج من (حاء وباء)
يفتح العشق صدري
تعود العبارة أدراجها
لأن كل الآراء العاقلة ترحل
العاطفة وحدها تبقى تُعوِلُ محمومة
ولأن أهل الجلحية يشبهون عابد
يخرج من معتكفه ليعود إليه
فإن روحي إزاء مايفعلون
تجلس صامتة
لتسأل مرة ثانية
متى يغنون لغز البداية من جديد؟
يالروعة أغنيات أهل الجلحية
ويا لجمال لحنهم
خاتمة :
هنا تحدثت عمّا أعرف
وما أجهله أكثر .