المقالات

هلع البدايات في مجتمعنا السعودي

لماذا الهلع والخوف يتركز في مجتمعنا السعودي عند استحداث كل أمر جديد؟
هذا المجتمع المسلم والمتدين بالفطرة، الإسلام البسيط الذي فهمه الأعرابي في صحراء الجزيرة العربية دون حاجة لوسيط، مجتمع اعتنق كل أخلاق الإسلام وتمثل بها، أليس كافيًا أن يكون المجتمع على قدر من القوة والتمكين والتحدي، من المسؤول عن هذا الهلع الذي يصيب المجتمع ويشل أطرافه ولا يكاد ينام ليلته عند كل أمر حديث؟
مر مجتمعنا بالكثير من التنقلات والتطورات التي هي من أصل الدين الذي يحث على العلم والمعرفة والبحث والاجتهاد والاستفادة من كل موارد الحياة، ومن كل ابتكار بما يعود بالنفع على المجتمع وتحقيق المصلحة العليا.
فالإذاعة، والتلفاز، وتعليم البنات، والستالايت، وابتعاث البنات للخارج، وبطاقة أحوال النساء و ‏قيادة المرأة والآن سفرها، وتعديل كثير من البنود في الأحوال المدنية، جميعها مرت على المجتمع وأحدثت حالة من التصدع والتوتر وانقسام المجتمع بين مؤيد ومعارض، ألا يحق لنا قياس الأمور؟
نحن أمة الإسلام ودستورنا القرآن الذي يحث على التفكر والتدبر، لماذا في كل أمر ننظر إليه من زاوية وحده ونحكر أنفسنا من خلالها بنظرة سوداوية عقيمة، هل المسؤول تجار الدين الذين رفعوا العادات والتقاليد والموروثات إلى مصاف الحلال والحرام، الذين نصبوا أنفسهم وكلاء وأصحاب وصاية على خلق الله، وعقدوا هذا الإسلام الذي نهجه هو الوسطية والسماحة قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا) ومر كل أمر جديد ولله الحمد، ومازلنا المجتمع المحافظ الذي يتعمق فيه كل خير، صاحب المبادرات والعطاء، وتنظيم الولاية هي امتداد لاحتياجات نصف المجتمع، هن بناتكن يفتخرون في انتمائهن لدين عظيم و وطن عزيز ومجتمع غالٍ له ثقافته، وأمهات وآباء وأهل هم لهم سند وعون بعد الله تعالى، النساء شقائق الرجال وصلوا من العلم والدين والثقافة الشيء الكبير، منهن من جار عليهن أولياء وتجبروا وحرموهن أبسط الحقوق، أليس من العدل تمكينهن من حقوق ضمنها لهم الإسلام قبل البشر، منهن المطلقة والأرملة والمتعثرة وصاحبة جنح أو قضية ومن الظروف حدث ولا حرج، تسلط عليهن كل ذكر عديم المسؤولية من باب الولاية التي لا أصل لها في الدين إلا في الزواج وحتى الزواج  لها حق تزويج نفسها أو ابنتها في  ظروف معينة، كما فعلت السيدة عائشه رضي الله عنها حينما زوّجت ابنة أخيها بلا ولي. ولقول النبي “الأيم أحق بنفسها” فأحق تعني أنها تباشر العقد؛ لأنها تتلفظ به كما قال القدماء.
وأخيرًا إلى مجتمعي السعودي الذي أفخر به كثيرًا هوّن عليك،  فالقادم أجمل بإذن الله، المرأة السعودية، عظيمة ومكافحة ومثقفة ومحافظة ومعتزة بدينها ووطنها، هنيئًا لمجتمع بامرأة مثلها، مربية فاضلة وعقلية مدركة وواعية، وطموحها عنان السماء، ولم يبقَ عليها إلا رد الإحسان بالإحسان  لهذا الوطن العظيم، ملكي سلمان الحزم وولي عهده محمد العزم، أدام الله عزكم، ونصركم على من عاداكم، وحفظكم وسدد خطاكم.
أ. سعاد العالي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button