لك أن تتخيل في هذا الوقت بالذات وقبل يوم عرفة بأيام معدودة أن تجد مسؤولاً بحجم مسؤولية تنظيم الحج يتواصل معك ويرد على استفساراتك ويسألك ويتابع معك هذا ما حدث مع رجل الميدان سعادة اللواء محمد البسامي مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور عندما طرحت موضوعا على رئيس التحرير بهذه الصحيفة المتألقة، الزميل الأستاذ عبد الله الزهراني حول موضوع هذا المقال بشأن الطريق الدائري الذي يمر عبر العسيلة باتجاه كوبر ي الشميسي لمن يمر به وأنا ممن وقع في مصيدته ليلة أمس الأول وأنا قادم من الباحة عن طريق الطائف حيث وجه رجال المهمات المتواجدون بمحاذاة كوبري التفتيش قبل مشعر عرفة جميع قائدي السيارات المتجهة لمكة وجدة بالمرور من على الكوبري باتجاه الطريق الدائري الخامس لغير المسلمين الذي يمر بالعسيلة – وعدة أحياء ربما وقرى – حسب ما ذكر رجل المرور وقتها قبل غروب الشمس بعبارة اتجهوا نحو طريق العسيلة والحقيقة أنني إذ أشكر اللواء البسامي لهذه الروح وهذه الأخلاق التي لا تغيب عن رجال أمننا الذين يتحلّون بها في مواقعهم الأمنية لأشيد بدورهم في تنظيم الحج كل بحسب موقعه وندعو لهم بالتوفيق كما ندعو الجميع بالتعاون معهم لراحتهم سواء كانوا ممن يؤدي فريضة الحج أو من المواطنين القائمين على خدمتهم أو المواطنين الساكنين في ربوع المدينة المقدسة وضواحيها ليخرج الحج بالصورة التي يهدف لتحقيقها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو وزير الداخلية ومعاونيه وسمو أمير منطقة مكة وجميع من تم تكليفهم بخدمة ضيوف الرحمن كالعادة كل عام في مثل هذه الأيام ومن خلال رئيس التحرير أجاب اللواء البسامي على الاستفسار مؤكدا أن هذا العبور مجرد لظرف معين يستوجب الإغلاق ويوم عرفة فيما عداهما فالطريق سالك من داخل مكة عبر الطرق الرئيسة المعروفة سواء لأهل مكة أو العابرين منها إلى جدة.
أما الجزء الثاني من هذا المقال فيخص الطريق الذي مررت به ربما ثلاث مرات في حياتي وهنا أوجه السؤال للإدارة العامة للنقل بالمنطقة وأتمنى تجاوبهم إذ كنت أفكر أن يد التنمية الشاملة التي تشهدها منطقة مكة بالذات بتوجيهات مهندسها الأول سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قد شملته من حيث الطريق نفسه والخدمات الأخرى وأنها قد شملت الأحياء والمساكن التي حوله إلا أننا مررنا ليلتها بطريق شبه متهالك موحش فضلا عن أنه طريق ضيق لا يستوعب كثافة السير عليه من جهة على الأقل تلك الليلة إلى جانب أنه لا يستوعب أكثر من سيارتين في الاتجاهين قد لا يفصل بينهما مسافة بدليل أنّ سرعة الهواء قد تخلّ بحركة إحداهما وفي حالة لو حصل لقائد السيارة أي مضايقة فقد لا تحمد عقبى خروجه من المسار الوحيد الذي اكتظ بالشاحنات والجميع يرفع الأنوار مما يعيق الرؤية ولاحظت عدم وجود لوحات إرشادية كافية وخاصة عند التقاطعات التي كتب قبلها أمامك تقاطع خطر من باب التنبيه لكنك لا تعلم أين يتجه بك المسار المتعامد أحيانا.
كما لوحظ عدم وجود لوحات إرشادية لتحديد السرعة عليه في الوقت الذي ترى كاميرات ساهر تلمع كالبرق منها ما هو في سيارات ولا أعلم إن كان فيه كاميرات ثابتة ولوحظ أن هذا الطريق بمواصفاته الحالية يستحق لفتة سمو أمير منطقة مكة بالتوجيه للإدارة العامة للنقل بوضعه ضمن خططها المستقبلية القريبة وبالتحديد في ميزانية العام القادم بحيث تتم ازدواجيته وإضاءته ووضع الخدمات الضرورية على جانبيه ونشر اللوحات الإرشادية على جنباته فهو وإن كان مسماه لغير المسلمين من ناحية شرعية فبالتأكيد يمر منه مسلمون طوال العام ويسكن حوله مسلمون من سكان المنطقة يحتاجون جميع الخدمات ومنها توسعته وإنارته وتنظيم ورصف وتشجير المداخل والمخارج منه وإليه حتى ولو أن المرور منه في السنة أياما معدودة بهذه الكثافة العددية للسيارات علما أن سكان العسيلة وما جاور هذا الطريق يحتاجون ما أشرت إليه إلم يكونوا قد شكوا وضعهم وحالهم معه للجهات ذات العلاقة وهم محقّون بالمطالبة أمام سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها دولتنا وتستقبل المواطنين وتستمع لمطالبهم وتقف على احتياجاتهم في أنحاء المملكة بتوجيهات ولي الأمر ولعل ما اختصرناه هنا يعطي الفرصة للوقوف عليه من قبل اللجان المعنية بتطوير منطقة مكة باعتبارهذا الطريق شريان هام ويعطي مؤشرا على أن التنمية في هذا الجزء لا يقتصر على شوارع وطرق الواجهات الأمامية وإنما يشمل المكان والسكان بوجه عام .
وللعلم والإحاطة فالمملكة العربية السعودية وهي تحتضن الحرمين الشريفين وتنظم مناسك الحج والعمرة طوال العام وفي المواسم المخصوصة وتعمل على تطوير المشاعر المقدسة هي المخولة وحدها لتنظيم هذا التجمع الإسلامي الكبير ومن حقها تضع كل الأنظمة ووسائل تنفيذها لنجاح الحج والوصول لأعلى معدلات راحة وأمن ضيوفها ضيوف الرحمن بدءاً وانتهاء شاء من شاء وأبى من أبى وللعلم فإنه يقف خلف هذه الدولة وقيادتها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ومواطنون يدينون لهم بالفضل بعد الله ويبذلون الغالي والنفيس للحفاظ على أمن ورخاء واستقرار هذا الوطن الذي يضم ترابه الطاهر أول بيت وضع للناس في المسجد الحرام ويضم الجسد الطاهر لخاتم الأنبياء والرسل في المسجد النبوي بالمدينة المنورة ويعتبرون خدمة المسلمين في الأماكن المقدسة في هذه المواسم وسام شرف يعلو جبين كل مواطن سعودي ينتمي لهذا الصرح الشامخ في ظل قيادة رشيدة وحكومة راشدة ولا يقبلون أي مزايدات أو محاولة النيل من هذه الُّلحمة التي نعيشها ويفتقدها الكثير ممن يعيش على هذه البسيطة والله من وراء القصد .
رسالة محبة :
إلى سعادة مدير عام النقل بمنطقة مكة المكرمة المهندس خالد بن سباح العتيبي لا يخفى على الجميع جهودكم في نشر مظلة الطرق العصرية ذات المواصفات العالية الجودة لنود من سعادتكم التفاتة لهذا الطريق والأخذ بعين الاعتبار لأن نراه في قادم الأيام كباقي الطرق المخدومة بالتوسعة والإنارة وفقكم الله ,,,,,
كاتب صحفي
جزاك الله خير يا أ/عبدالله على تنبيه المسؤولين لعله ينال اهتمامهم بالتطوير بشكل عاجل و سوف يسهم في تسهيل حركة زائري مكة التي لها نصيب كبير من التطوير في رؤية 2030..
هذا النهج المقالي ما يبهج ويسعد القارئ لانه يلامس حاجة المواطن ويطرق باب المسؤول بأناقة وإحترام..
هذا هو نهج الدكتور عبدالله غريب صاحب القلم الرشيق والمداد الوارف بالمعاني الرصينة والأهداف الوطنية التي تصب في مصلحة الوطن و المواطن شكرا د.عبدالله