فايز العرابي

حوش القمع

تتوافد إلى الأراضي المقدسة في هذه الليالي المباركات جموع الحجيج التي أتت من كلّ فجٍ عميق لأداء مناسكهم، ملبين نداء ربهم، راجين منه -عز وجل- القبول والغفران ..
فمنذُ وصولهم إلى وطننا الشامخ احتضنتهم المحبة بأيادي الكرم والعطاء..فانفتحت لهم الصدور رحابةً، وفُرشت لمقدمهم الأماكن مودةً، وافترّت باستقبالهم الثغور ابتسامةً ..
وحُفّت تنقلاتهم بالاهتمام والرعاية.
فتهيأ الكبار والصغار للخدمة، واستعدت الأماكن كلها للاستقبال وعسكرت كلّ الجهات بعتادها؛ لتذليل كل الصعاب وتلك الجهود المتواترة والمتجذرة الأصيلة، جاءت بتوجيهات كريمة سامية من قائدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله و بإشراف رئيس لجنة الحج العليا سمو وزير الداخلية وبمتابعة مباشرة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ونائبه.
وما قدمته وتقدمه المملكة عبر الأزمان لخدمة ضيوف الرحمن من جهود جبارة هي واضحة للعيان، ويلمسها كل إنسان ولا ينكرها من في قلبه ذرة إيمان..تسهيلات فاقت الوصف، حفاوة تجاوزت الخيال، ورعاية تستحق الشكر والعرفان ..
في حين وفرت دولتنا الأبية كل سبل الراحة؛ لكي يؤدي الحاج القادم من كل دول العالم فريضته في أمن، وأمان، وراحة، واستقرار نجد أن منابر العداء في (قطر) الصغيرة تشطح بأصوات الخبث للتشكيك والاتهام.. وما التفت أحدٌ لثغائهم ولم نعر ذلك اهتمامنا؛ لأن شمس الحقيقة لا تُغطى بغرابيل الحقد، لكن الذي أثار تعجبنا هو ما قام به نظام قطر من إجراءات تعسفية ظالمة لمنع المواطن القطري والمقيم بقطر من أداء فريضة الحج …إذ إن نظام قطر حجب روابط التسجيل التي هيأتها وزارة الشؤون الإسلامية السعودية عن راغبي الحج من قطر لهذا العام 1440هـ.
ونحنُ لا نستغرب من العدو ما يضخه من خبث ضد وطننا الشامخ عبر وسائله المأجورة، لكن الغرابة من هذا النظام الفاسد أنه لايريد الخير للشعب القطري المغلوب على أمره..

ونحنُ نستنكر هذه الحماقة التي قام به هذا النظام لحرمان أخوتنا المسلمين من أداء فريضة الحج، والوقوف في طريق زيارتهم للبقاع الطاهرة ..
ولعل نظام قطر يسمح لراغبي الحج بالدخول على الرابط الجديد الذي أعادته الوزارة، ونأمل أن يحترم رغبات الشعب، ويعطي لهم حقوقهم المشروعة بالحصول على الإذن بالخروج من حوش القمع و الحرمان لأداء فريضتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى