مودة الفؤاد
اليوم التاسع من شهر ذو الحجة يوم مجيد فضيل مختلف عن سائر أيام العام ، ولا مثيل له مهما بلغ غيره من الخير والبركة
يوم عرفة يباهي فيه الله ملائكتة بعبادة اللذين أتوا من كل فج عميق قاصدين بيت الله الحرام لآداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام ، وهو فرض على المكلفين المستطيعين، والوق ف بعرفة أهم أركان الحج لصحته قال عليه الصلاة والسلام : ( الحج عرفة) .
ففضل يوم عرفة عظيم وثوابه جسيم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حج فلم يرفث ، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمة) وقال عليه الصلاة والسلام : ( الحح المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله : نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد؟ فقال : أفضل الجهاد حج مبرور .
وفي هذا اليوم من فجرة إلى غروب شمسه ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذا كان يوم عرفة ، فإن الله عز وجل ينزل إِلى سماء الدنيا ، فيباهي بِهم الملائكة فيقول : ” أنظروا إِلى عبادي أتوني شعثآ غبرآ ضاحين من كا فج عميق ، أشهدكم أني قد غفرت لهم …)
وليس على الحاج صيامة ، وعلية الإنشغال بباقي العبادات الأخرى من ذكر ودعاء وصلاة وتلاوة قرآن .
ومن لم يحج أكرمة الله بفضائل جمة فنها إستحباب صيام يوم عرفة فهو يكفر عنه خطاياه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( … صيام يوم عرفة ، أَحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده …) فصيام يوم عرفة رفعة في درجات العبد ، ويقصد بذلك تكفير الصغائر من الأعمال السيئة دون الكبائر من الذنوب .
وفي هذا اليوم الفضيل يعتق مالك الملك من عبادة مالم يعتقة طوال العام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟…)) فيغفر الله فيه لكل من وقف ومن لم يقف فيه ممن قبل توبتهم وإستغفارهم
اسأل الله رب العرش العظيم أن يتقبل من الحجيج حجهم ومنا ومنكم سائر صالح الأعمال ، وأن يكتبنا من عتقاء هذا اليوم المبارك،إنه على كل شيء قدير، وكل عام وأنتم بخير.