هذا ما لمسناه خلال حج هذا العام ١٤٤٠ هـ منذ بداية وصول طلائع الحجاج القادمين؛ لأداء هذه الفريضة العظيمة، بل منذ تفكير الحاج في تأدية هذا المنسك.
خمس دول هذا العام استفاد حجاجها من مبادرة (طريق مكة)، وأنهوا إجراءات دخولهم إلى مكة المكرمة من بلدانهم بكل سهولة ويسر، واستقبلهم أبناؤنا بالورود الجميلة والابتسامة العريضة في جميع منافذ المملكة.
ثلة من أبنائنا وبناتنا في المديرية العامة للجوازات والجمارك وقوات الحج والعمرة، يجيدون أكثر من لغة، ويتفاهمون مع الحجاج، ويرشدونهم بلغاتهم والابتسامة تعلو محيا الجميع.
رجال أمن الطرق والمرور وكافة الأجهزة الأمنية، يتعاملون مع الحجيج عبر أجهزتهم الذكية وخبراتهم التراكمية ومواقفهم الإنسانية دون توقف لحركة السير أو إزعاج للغير ولسان حالهم يقول اهتموا برحلتكم الإيمانية، ودعوا الباقي علينا، فأنتم ضيوفنا ولكم حقوق علينا.
كذلك الحال لمنسوبي وزارة الصحة والهلال الأحمر وكافة المراكز الصحية فقد تطورت خدماتهم الطبية، واستخدموا الروبوتات الآلية، وأنجزوا الكثير من العمليات الجراحية، ويسروا التنقل للحجاج المرضى إلى جميع المشاعر المقدسة؛ ليتموا نسكهم، ويشكروا الله على ما أنعم به عليهم.
فرق الكشافة أتوا من مختلف مناطق المملكة لخدمة ضيوف الرحمن متسلحين بالعلم، ومتحلين بالأخلاق الإسلامية، ومستخدمين التقنية الحديثة في تحديد مواقع الحجاج ومقاصدهم.
الفرق التطوعية من الرجال والنساء هبوا لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم العون لهم طلبًا في المثوبة، ورغبة في عمل الخير.
حتى المواطنين استقبلوا الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر مراكز الأحياء، وعملوا لهم ضيافة راقية، اتسمت باستخدام أجهزة التقنية الحديثة والأفلام الوثائقية في الشرح والتعريف بالمواقع الأثرية والمشاعر المقدسة والخدمات العامة التي يحظى بها الحجاج أثناء رحلتهم الإيمانية.
جميع المواطنين في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، يلهجون بالدعاء لهؤلاء الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق، ويسألون الله لهم القبول والعودة إلى أوطانهم سالمين غانمين.
هذا هو مختصر لحال المواطن السعودي الذي يفتخر أنه ينتسب إلى هذا الوطن الطاهر وأكرمه الله بخدمة ضيوفه، وهو يعتبر خدمته لحجاج بيت الله الحرام عبادة يثاب عليها وسلوك حضاري يميزه عن غيره من شعوب الأرض وشرف عظيم حظي به، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.