هنا السعودية العظمى تستضيف مسلمي العالم أجمع القادمين لإداء مناسك الحج، هنا بلد التوحيد ومنبع الرسالة المحمدية، هنا نزل القران الكريم بعد مبعث الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هنا الكعبة المشرفة التي وضعها قواعدها سيدنا إبراهيم عليه السلام، هنا الحجر الاسود والحِجر والمقام، هنا زمزم الماء المُبارك، هنا عرفات ومنى والمشعر الحرام، هنا رجال أوفياء جبلوا على خدمة الحجاج وعملوا على حفظ أمنهم وقدموا لهم خدمات السقاية والرفادة والطوافة على إكمل وجه.
هنا البيت الحرام والمسجد النبوي وقد شهدا أكبر توسعات في التاريخ وتم تهيئتهما على أحدث النُظم وأرقى الخدمات وفيهما يتنافس السعوديون شبابا وفتيات لخدمة قاصديهما القادمين من كل فج حيث الراحة والطمأنينة وغفران الذنوب والخطايا ويؤدون شعائرهم بكل يسر وسهولة.
وفي كل أرجاء بلدي الحبيب وبتوجيهات كريمة من قائد الأمة الذي يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يعمل الجميع دون استثناء على خدمة ضيوف الرحمن منذ وصولهم لمنافذ المملكة وحتى مغادرتهم وقد تمكنوا من إداء مناسكهم وأتموا فريضة الحج.
هذا التنافس المحموم يأتي لأننا جميعا نستشعر شرف خدمة الحجاج ونؤدي الواجب الذي شرفنا الله وحدنا للقيام به وفق أسس منهجية وثوابت راسخه وعملاً دؤوب تنفذه كافة الجهات الحكومية والأهلية وإذا ما تحدثنا عن الأرقام فإنه يعمل على تقديم هذه الخدمات وبشكل رسمي أكثر من مليون موظف وموظفه في المنافذ البرية والبحرية والجوية وفي مؤسسات الطوافة وشركات الحج وفي مختلف الأجهزة الأمنية والوزارات والهيئات.
وفي مملكتي الحبيبة تم تشييد أميال الطرق وشبكات النقل بين مدن الحج وأُنشأت مشاريع قطاري الحرمين والمشاعر لتأمين تنقلات الحجاج خلال إدائهم للنسك، كما أُنشأت أكثر من ٢٥ مستشفى تقدم خدماتها للحجاج فقط وتُقدم فيها الخدمات العلاجية مجانا وفق معايير السلامة العالمية وتجرى لهم أكثر العمليات الجراحية تعقيدا وتؤمن الأجهزة الصحية الحج للمرضى منهم، ليس هذا فحسب بل تقدم الجمعيات الخيرية المشروبات والوجبات للحجاج مجانا ويتوزع أهل الخير على طرقات المشاعر لتوزيعها وضمان وصولها للحجاج كل هذا وأكثر تقوم به السعودية وفود الرحمن ولا تنتظر شكرا من أحد.
في مساء يوم الثالث من ذي الحجة وعلى ميدان عرفات اصطف الرجال الذين تحملوا مهام الدفاع عن الوطن وحماية المقدسات يمثلون أكثر 250 ألف رجل أمن وأعلنوا في حضرة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الامير عبد العزيز بن سعود بن نايف، جاهزيتهم لموسم الحج في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم لمناسك الحج والحفاظ على أمنهم واستقرارهم ورددوا هتافات رجال الامن في حمى المشاعر والذين أكدوا لولي أمرهم وقائد مسيرتهم وامام امتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، انهم على العهد والولاء جنودا أوفياء، وأقسموا على حماية الوطن بأنفاسهم ودمائهم، وهم أهلا لذالك فطالما قدم هؤلاء الرجال التضحيات للوطن وعملوا في مختلف قطاعاتهم العسكرية بكل تفانً واخلاص.
في مساء عرفات وعلى مقربة من جبل الرحمة أتت جحافل القوات العسكرية بمختلف تفريعاتها ومسمياتها وتخصصاتها لتقول للعالم بانها على أهبة الاستعداد خدمة لضيوف الرحمن في أطهر مكان ، أتت هذه الجحافل الوطنية المخلصة لتثبت للعالم انه ليس هناك في الكون أغلى من الوطن السعودي وليس هناك في العالم آسمى من الدفاع عن المقدسات، وسيبذلون الغالي من أجل حمايتها وحفظ أمنها.. فهنيئا ياوطني بجنودك الأوفياء.