عبدالله غريب

مبادرة طريق مكة الذهاب والإياب هذا العام

من موقع المملكة في قلب الكرة الأرضية وفي قلب العالم الإسلامي بعد أن حباها الله ببيته العتيق ( الكعبة المشرفة ) مهبط الوحي ومنبع الرسالة وبين ظهراني أرضها الطاهرة قبر ومسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شرفها الأبدي وتشرّفها بأن تكون مكة المكرمة مهوى أفئدة ما يربو عن مليار ونصف المليار مسلم في أرجاء المعمورة يتجهون للكعبة خمس مرات كل يوم وأن تكون هذه الديار التي اختارها رب العزة والجلال لأن تكون المستضيفة لضيوف الرحمن الذين يؤدون مناسك الحج والعمرة والزيارة كل سنة وعلى مدار العام وتتشرف بهذه الخدمة ملكا وحكومة وشعبا كل هذه الكرامات الإلاهية تجعل منها مأرزاً للدين وللقيم والمثل العليا التي تطبّقها وفق الكتاب والسنة وتأخذ بجميع الأسباب العصرية التي تحاول من خلالها تقديم أفضل الخدمات لهؤلاء المسلمين الذين دائما ما يشيدون بهذا الدور الكبير وهم يعلمون أنها لا تتخذ من هذا الموقع الريادي مجالا للتفريق بين ضيافة من يفد إليها حتى لو كان قدومه من بلدان لا تحترم نفسها وهي قد لا تشكل عددا يلفت النظر إذا ما علمنا أن المسلمين الذين يؤدون هذه الشعائر والأركان من أكثر من مائة دولة بين عربية ومسلمة وصديقة فماذا يعني تكون دولة أو دولتين أو حتى ثلاث خارجة عن هذا النسق الإسلامي بالتأكيد يخرج منها مسلمون يعلمون ماذا يلقون من ترحاب وخدمة حتى يعودون لبلدانهم سالمين غانمين في ظل الأمن والأمان الذي يعيشونه طيلة وجودهم في المملكة بما فيهم المقيمون العاملون جنبا إلى جنب مع السعوديين .

وبناء على رؤية 2030 لم يغب عن بال القيادة الحكيمة إطلاق مبادرات جديدة نوعية هدفها خدمة المسلمين وكان في طليعتها مبادرة طريق مكة الذهاب سابقا ومع الإياب هذا العام إنه برنامج خدمة ضيوف الرحمن من بلدانهم قبل سفرهم للمملكة حيث انطلقت قبل ثلاث سنوات تهدف لتيسير رحلة الحجاج من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم ويصبح دخولهم للسعودية كرحلة عادية داخلية سعودية فضلا عن نقل أمتعتهم إلى مكان سكنهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة استفاد من هذه المبادرة في العامين الأولين حجاج دولتي ماليزيا وأندونيسيا وفي العام الثالث انضم للمبادرة ثلاث دول هي باكستان وبنغلاديش وتونس.

حيث استهدف نقل قرابة ربع مليون حاج استفادوا من خدمات هذه المبادرة بإشراف مباشر من سفارات المملكة ومن المسؤلين في وزارة الخارجية والجوازات السعودية والجمارك ووزارة الحج والعمرة والخطوط السعودية ووزارة الصحة وبعض الجهات الحكومية ذات العلاقة بالتنسيق مع حكومات تلك الدول التي رحبت بالفكرة وعملت على تشجيع حجاجها وسهلت من خلال وزاراتها المعنية مهمة فريق العمل الذي ينتقل من المملكة ليقوم بهذه المهمة في تلك الدول وفق نظام دقيق لا يقبل أنصاف النجاح مما كتب لهذه المبادرة النجاح تلو النجاح الذي يؤكد طلبات وصلت من عدة دول عربية وإسلامية للمملكة ترغب الانضمام للبرنامج في الأعوام القادمة وهو جهد لا يستهان به وهذا ما رأيناه في الاحتفاءات بفريق العمل في بعض الدول ومنها أندونيسيا حيث ودع سفير خادم الحرمين الشريفين عصام عابد الثقفي فريق المبادرة وقدم لهم شهادت الشكر والتقدير من السفارة بعد أن أنهوا مهمتهم بنجاح مشيدا بما قدموا لتطبيق المبادرة حتى تم تفويج الحجاج إلى مطار جدة ومطار المدينة في الوقت نفسه وبنفس النجاح يتحقق الهدف في أربعة مطارات في أربع دول .

دعونا هنا نخرج قليلا عن أهداف وآلية تنفيذ المبادرة فالمملكة لها باع كبير في نجاح كل ما تقدم من مبادرات لصالح العرب والمسلمين بل وللإنسانية جمعاء وهذا أمر مفروغ منه ولا نحتاج من يؤشر باصبعه ولا بيده المبتورة على هذه المبادرات ولكن دعونا نفضح أولئك الناعقين في الدول التي لا تخفى عليكم إن صحت تسميتها دول تلك التي تهذي في قناة العهيرة الشريرة الرابضة بمرتزقتها وأدواتها وضيوفها في أحضان نظام الحمدين بالدوحة ممن يتشدق ويقول أن المملكة تعرقل وصول الحجاج للمشاعر المقدسة وهم يعلمون بأنهم يكذبون بل ويفترون على الله ثم على الشعب الحانق الخائف الذي دلل على رعبه أولئك الحجاج الذين وصلوا مطارات المملكة ولا يريدون كشف وجوههم أمام عدسات الإعلام حتى لا يزج بهم قميم الدوحة في السجون ومن هنا تأتي مبادرة المملكة لتبين للمسلمين أن المملكة لا تقف عند استقبال الضيوف وتقدم لهم الخدمات على حد سواء دون تمييز بل تأخذ بأيديهم من بلدانهم وتقدم لهم أرقى وأسرع الخدمات بكل ما تعنيه الكلمة تحت مظلة أمنية شاملة من بلدانهم وفي المملكة حتى ينهون مناسك حجهم وعمرتهم وزيارتهم ليس هذا فحسب بل وهناك مبادرة جديدة هذا العام أسمتها المملكة ( مبادرة الإياب ) بحيث تهدف لإنهاء كافة الإجراءات الخاصة بنقل وشحن أمتعة الحاج المسافرمن مقر إقامته في المملكة وتسجيل مغادرته آليا لتحسين وتسهيل إجراءات مغادرته عبر مطارات المملكة في جدة والمدينة وبهذا يتم تقليل مدة الانتظار ونقل الأمتعة بشكل مسبق وتجربة ضيافة إبداعية باستهداف أكثر من 31 ألف حاج من جدة والمدينة لثلاث دول في المرحلة الأولى هذا العام هي (أندونيسيا والهند وماليزيا ) وبذلك نستطيع نطمئن الأصدقاء بأن بلادنا قادرة على كل ما من شأنه خدمة ضيوفها ضيوف الرحمن ونؤكد للأعداء بأنكم كنافخ الكير من خلال أبواقكم الإعلامية كما وأنكم لن تنالون من هذا البلد الأمين الذي اختار الله قادته وشعبه بأن يكونوا خدام للحرمين الشريفين ونحيطكم علما بأن بلادنا ترد عليكم بالعمل وتتبوأ المكانة المرموقة عالميا وأنتم ترزحون في قاع السفالة دوليا وإن كان لنا من طلب فلتأخذ هذه المبادرة وغيرها مكانها اللائق من الإعلام السعودي والعربي والإسلامي والعالمي الصادق الذي اندهش من قدرة المملكة على ضبط النظام والأمن والاستقراروالإبداع في إدارة الحشود المليونية في أيام معدودة ومساحة محدودة لقرابة ثلاثة ملايين منهم مليونين ونصف المليون حاج وقرابة نصف المليون يخدمونهم على مدار الساعة وأن تتم مناقشة المبادرة عبر الشاشات بكافة اللغات .

نقطة ضوء :

تشرفت برؤية أحد الأصدقاء القريبين من قلبي كثيرا وهو يشارك في تنظيم المبادرة في أندونيسيا فله التهنئة حيث تم تكريمه ضمن أعضاء الفريق من السفير الثقفي إنه العقيد عبد الرحمن بن عبد العزيز الزهراني فهنيئا للوطن بجميع رجال أمنه المخلصين الأوفياء .

كاتب صحفي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button