المقالات

ثقافة السؤال

البديهيات المقرونة بما ورثناه من التلقين أصبحت سدًامنيعًا وحاجزًا لثقافة السؤال، فحرص المجتمع والخوف من قيمة السؤال الذي قد يمس المسلّمات، أحرم كثيرًا من الأفراد القدرة على الإبداع والتطلع؛ لأنهم إذا اصطدموا مع ذلك السد المؤدي للحرص، اصطدموا مع منطقية الحياة وفرضية عدم الخوض في أمورٍ مسلّمة؛ لذا ليس لديهم سوى الاستسلام للمسلّمات والأسس المطروحة وعدم الخروج عنالإطار المرسوم سلفًا، الذي يغلب على الانفتاح العلمي في أغلب الأحيان.

فما يمتلكه الفرد من فرضيات مبنية على البداهة أحرمته الغوص في بحر السؤال، فالسؤال مدخل واسع للمعرفة المؤدي لليقين، فلا يمكن للبديهيات أن تكشف لنا ذلك اليقين ولا قيمة المعرفة إلا بسؤال، ولا يمكن للتلقين أن يفتح لنا آفاق العلم إلا بسؤال، فالسؤال وحده من يمتلك سحر الانتقال من الفرضية إلى الحقيقة، ومن الواقع للحلم.

لذا وجب علينا تنويه المجتمع  والفرد، وأن نرشد النشء القادم بأهمية السؤال، وكيفية السؤال، ولما نطرح السؤال، وعلينا أن نخبرهم أيضًا بأن لا توجد حصون تمنع السؤال، ولا يوجد عقاب لمن يطرح سؤالًا، ولا يوجد علم لم ينبثق إلا من سؤال، فإن محور العقل البشري حين يبدأ التفكير يطرح فرضية السؤال، فلولا كلمة (لماذا؟)؛ لما اكتشفنيوتن قانون الجاذبية عندما سقطت التفاحة، ولما اكتشف انتشاين قانون النسبية.

ففي المقابل لكل سؤالٍ جواب، فالجواب الكافي الذي يلبي احتياج العقل، ويؤسس لمنهج الفكر، إنما هو الجواب الشافي ووصفة علاج لمرض السؤال، فربما يكون جوابًا يفتح بابًا للتعلّم واكتساب المعلومات القيمة، وتنمية المهارات، التي حتمًا ستغير من أسلوب حياتك.

‘‘التحري الجيد لمن نسأل، والبحث دومًا عن من هم أعلم، أسمى طريق المعرفة، وأرقى طريق للعلم ‘‘

قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} سورة النحل – آية 43

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button