قامت دارة الملك عبدالعزيز بدورها في إضافة عناصر مقتبسة من حياة المجتمع السعودي الحالية؛ وذلك عبر مشاركتها بتصميم وتنفيذ وتطوير المناهج الدراسية الجديدة والمتمثلة في تدريس مقررات الدراسات الاجتماعية والمواطنة، وتضم أكثر من ٢٠٠٠ صفحة لمقررات الدراسات الاجتماعية للعام الجديد، وذلك بتكليفٍ من وزارة التعليم، مستغرقة أربعة أشهر لتنفيذ ١٠ مقررات.
إن رجعونا لحصيلة هذه “الدارة” ومخزنها التاريخي في حفاظها على موروث المملكة التراثي والحضاري منذ إنشائها في عام 1392 هـ الموافق 1972هـ، يشغلنا نقف أمام ما تقوم به من خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والدول العربية والدول الإسلامية بصفة عامة؛ حيث يعزز عملها في إخراج ٢١٨٧ صفحة، من حيث التنفيذ الكامل تشمل: إعداد محتوى، وتصاميم، وتوفير مواد، ومراجعة؛ لتكون مثابة مقررات مطورة وحديثة؛ وهي بداية لمراحل أفضل ومشروعات إثرائية حديثة تُحقّق رؤية المملكة ٢٠٣٠، تتلخّص في تاريخ وطني عريق جاذب، ودراسات اجتماعية مطورة، وأساليب تربوية معاصرة.
نعم لقد حققت “الدارة” الطموحات والآمال في تدريس المناهج الجديدة بتصميم ومحتوى جديد كليًا للدراسات الاجتماعية لهذا العام الدراسي في التعليم العام، والتي قامت بإعدادها وتنفيذها بتكليف من وزارة التعليم، الجهة الموكول إليها تعليم فلذة أكبادنا، وبناء الجيل الحالي تمهيدًا للاستثمار في العنصر البشري بما يسهم في دفع عجلة التنمية والبناء والنهوض بالوطن إلى مراكز متقدمة نحو العالم الأول.
ولا شك أن مثل هذه المبادرات تحظى بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله-، ومما يعزز نجاح هذا المشروع التعليمي حرص دارة الملك عبدالعزيز على أن تتضمّن المناهج الجديدة تصميمًا حديثًا ومحتوى متميزًا؛ حيث تشمل مقررات الدراسات الاجتماعية والمواطنة التي تتوافق مع المعايير التي أصدرتها هيئة تقويم التعليم والتدريب مراحل التعليم العام للبنين والبنات: الابتدائي، والمتوسط، والثانوي لهذا العام الدراسي 1440هـ / 1441هـ، للفصلين الدراسيين الأول والثاني.
وتنظر “الدارة” بإعدادها لهذه المقررات عبر فريق علمي متخصص، لتطوير التعليم كمرتكز رئيس لمبادرة المستقبل وإعداد شبابه، وسط رعاية القيادة الرشيدة لمراحل المسيرة التعليمية في المملكة واهتمامها بطلاب العلم والتعليم والارتقاء به، وما يثري المقررات الجديدة اعتمادها على الوسائل الإيضاحية حسب المرحلة الدراسية من تصاميم خرائط ذهنية وإيضاحية، وخرائط، ورسوم، وأشكال، وصور قديمة وحديثة، بما يحقّق التشويق والإيجاز والاختصار، وبما يلبي المرحلة العصرية التي يعيشها المجتمع السعودي لمواكبة التطورات التقنية العصرية ومنتجاتها السريعة.
ومما يزيد هذه المقررات تميزًا، صناعتها التوافق لدى الطالب بين داخل المدرسة وخارجها، كما تحقق توفير الجهد على المدرسة والمعلم عن طريق المادة الدراسية الغنية والمعتمدة على التغذية البصرية التي باتت عنوانًا للتعامل مع المعلومة في الوقت الحالي، وأدخل التحديث والبناء الجديد لمثل هذه المناهج عناصر مهمة فرضت أحقيتها في الوقت الحالي وتعد مرتكزات وطنية ومعاني إنسانية مشتركة، مثل: الهوية الوطنية، رؤية 2030، الحضارات القديمة، التطوع، الذوق العام، الثقافة الوطنية، التخطيط والاقتصاد بهدف دمج التعليم ضمن الحياة اليومية للمواطن، وتقريب معطياته المعلوماتية للمهارات الاجتماعية الجديدة.
شكرنا الجزيل لدارة الملك عبدالعزيز، عرفانًا منا بتواجدها ككيانٍ حضاري، لا يرضى إلا أن يكون مجتمعنا محفوظًا تاريخًا وحضارة، وموسع المدارك اجتماعيًا في استشرافٍ للمستقبل بكل أبعاده، حيث حملت هذه البادرة التي تعد الأولى من نوعها لتطوير العملية التعليمية ، الانتقال من مرحلة النصوص المكتوبة إلى التغذية البصرية التي أظهرت أهميتها مع التطورات التقنية.
كما نشكر كل من أخذت آراءهم، من ذوي الخبرة والعلاقة بمناهج الدراسات الاجتماعية والمواطنة من الخبراء التعليميين والتربويين والمعلمين والتجارب الدولية حول السبل الممكنة والفاعلة لتقديم مقررات حديثة تتصف بالعصرية والتحديث والتشويق فضلاً عما لديها من رؤى وخبرات حول تدريس المواد الاجتماعية “التاريخ والجغرافيا” والمواطنة ومحتواها التعليمي بما يتوافق مع الثقافة البصرية المتسيدة حاليًا عالم المعلومات والمعرفة.