يقف الزائر للمهرجان الوطني لسوق عكاظ لهذا العام ١٤40هجري/٢٠٠١٩م، والذي يأتي ضمن فعاليات موسم الطائف مندهشة بالنقلة السريعة والمتطورة والتغيير الجذري في جميع أركان هذا الصرح الشامخ؛ حتى لاتكاد تجد زاوية في أرضه إلا وقد تغيرت واكتست حلة جديدة تواكب التطور السريع لهذا البلد العظيم دون المساس بالأساس الأصيل لكيان السوق وإعادة إحيائه بلمسات بارعة ورؤية متفردة ومدروسة.
التطور الملحوظ والرائع لعكاظ يأتي تحت شعار ملتقى العرب؛ ليضم بين جنباته العديد من الأنشطة الجميلة فيستقبلك السوق بالمعلقات السبع، والتي تعرض بطريقة حديثة وتجسيد لشخصيات شعرائها عبر التقنية الحديثة، لتكتشف بعد ذلك أن السوق هو فعلًا ملتقى العرب؛ حيث العديد من الأجنحة والمعارض لعدة دول عربية نجحت في نقل حضارتها وتراثها وثقافتها وموروثها العريق بطريقة ملفتة حازت على إعجاب الزوار صغارًا وكبارًا، وقد سعدت بزيارة السوق بصحبة بعض الزملاء الأكاديميين من دولة العراق الشقيقة، والذين أبدوا حرصًا شديدًا على زيارة السوق ومشاهدة برامجه وفعالياته، وزيارة جناح دولة العراق الذي يشارك ضمن برامج سوق عكاظ وباقي الأجنحة الأخرى، وقد أعربوا عن سعادتهم وفخرهم بقوة العلاقات السعودية العراقية والجذور التاريخية بينهم، وأبدوا إعجابهم بجمال التنظيم وحفاوة الاستقبال والجهد المبذول من القائمين على إنجاح هذا الحدث المرتقب كل عام، والذي يقف خلفه كوكبة من أبناء الوطن، وعلى رأسهم مدير السوق المهندس فهد الشهري ذلك الرجل الوطني المخلص فقد رأيته خلال زيارتي يعمل ويشرف بشكل مباشر على أدق التفاصيل في هذا الحدث المميز ويدير دفة السوق بكل مهنية وإتقان، كل ذلك عبر روح الفريق التي تولدت بينه وبين جميع العاملين معه فكان نموذجًا رائعًا للقائد بعيدًا عن المركزية والتفرد والأنا. ونحن في وطن رؤيته تعتمد على سواعد أبنائه نفخر بأمثال هذا الرجل، والذي يعمل بحرفية غير آبه بالأضواء؛ ليخرج لنا هذا المشهد المكتمل بألوانه الزاهية؛ لنرى التطور الملحوظ بفضل الله ثم بفضل الجهود والتوجيهات والدعم اللامحدود من قبل سيدي سمو ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” وسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير “خالد الفيصل”.