بكل شغف أتابع ما يحدث من فعاليات “مواسم السعودية ٢٠١٩م“، والتي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتشمل ١١ موسمًا سياحيًا تغطي معظم مناطق المملكة، لتشكل نقلة نوعية هي الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي.
وقد نُفذ منها عدة مواسم وهي موسم الشرقية، موسم جدة، موسم العيد، بالإضافة لموسمين في فصل الصيف الحالي وهما موسم السودة، وموسم الطائف الذي يحتضن فعاليات كبيرة ومتنوعة أهمها فعاليات سوق عكاظ التي انطلقت مؤخرًا في دورتها الثالثة عشرة في مدينة الطائف (مصيف العرب) بمشاركة ١١ دولة عربية؛ حيث تستعرض هذه الدول تاريخها من خلال ما تقدمه من عروض ثقافية وفلكلورية؛ بالإضافة إلى باقي الفعاليات الموجودة في سوق عكاظ مثل السوق التاريخي، فرسان عكاظ، فتيان عكاظ، والعديد من المبادرات والأنشطة الثقافية والترفيهية..
ومن يتجوّل في سوق عكاظ حتمًا سيستشعر مكانته التاريخية العريقة، حيث يجد أنه يعيش في جلباب الماضي الأصيل بروح الحاضر الجميل، ولعل أجمل ما كان في سوق عكاظ لهذا العام هو وجود الأطفال بشكل مستمر وتفاعلهم وحرصهم على زيارة الفعاليات المختلفة، الأمر الذي أشار إليه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بقوله “الأطفال هم المستقبل”.
وكل من حرص على زيارة سوق عكاظ في كل عام سيجد بأن هذا الإرث التاريخي في تطور مستمر؛ مما يجعله يصطف في مقدمة المؤسسات الفكرية والثقافية والاقتصادية، ويصبح وجهة سياحية تاريخية يقصدها الشعراء والمثقفون العرب من شتى بقاع الأرض..
من الفوائد العظمى لمواسم السعودية أنها تسهم في رفع العائد الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وزيادة الناتج المحلي مما يعزز تحسين جودة الحياة، ولا شك فإن نجاح هذه المواسم وتطورها السريع يجعلنا نلمس ونتأمل ما يحدث بكل لهفة وسعادة، ونترقّب ونستبشر خيرًا بمستقبل السياحة والترفيه في بلادنا الغالية.
كل الشكر والتقدير لجميع الجهات الحكومية التي تشارك في نجاح مواسم السعودية بقيادة رئيس اللجنة العليا لمبادرة “مواسم السعودية ٢٠١٩م” صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين.