انتقلت مع والدها للعيش في الأردن حينما اضطره طلب الرزق لترك مسقط رأسه في عيون الجوا بالقصيم بالسعودية ثم عاشت مع عمتها التي حُرمت من الأطفال وهي في الثامنة من عمرها وأثناء عملها كمتدربة مناوبة بقسم الطوارئ بمستشفى ألاباما للأطفال بالولايات المتحدة دخل طفل سعودي يحمله والده يعاني من عدة كسور ونزيف في الدماغ ونزيف في تجويف العين والعديد من الكدمات في جسده ثم بعد ذلك تكتشف أن والده هو الذي قام بهذا الإيذاء الجسدي والعنف ؟ وبعد عودتها للمملكة وجدت أعداداً كثيرة من العنف والإيذاء فحملها الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعها الذي تحبه و الأمانة المهنية كطبيبة أطفال أن تكسر المسكوت عنه ولو كانت بمفردها ؟! وتوِّج نضالها وصبرها بإطلاق ” برنامج الأمان الأسري الوطني “
كانت ولا زالت الدكتورة مها بنت عبدالله المنيف من أكبر المدافعين عن الأسرة من العنف والأطفال من الإيذاء وقد عاشت قصة صمود كبيرة بعد رحيل زوجها ـ رحمه الله ـ الذي كان أكبر سند وداعم لها في مسيرة التميز والنجاح كما مُنحت لقب أشجع امرأة في العالم ومع ذلك لا تملك دموعها كلما تذكرت زوجها أو باشرت حالة من حالات العنف الأسري ضد الزوجات أوالأطفال .
حصلت المنيف على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود ، وَ على البورد الأمريكي في طب الأطفال والأمراض المعدية والوبائيات من جامعة ييل Yaleالأمريكية . وهي تشغل حاليا منصب أستاذ في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية ، وتعمل استشارية في طب الأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية وهي المؤسس والمدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء وعملت سابقا كمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى من 2009-2014.
تقلدت الدكتورة مها المنيف العديد من الوظائف الدولية والإقليمية فهي تعمل كمستشارة إقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل وهي خبيرة ومستشارة دولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية ، وقد انتخبت في عام 2013 كرئيسة للجمعية العربية لحماية الطفل من العنف والإيذاء و أسست خط مساندة الطفل الذي يعمل على مدار الساعة لخدمة الاطفال وخاصة المعنفين ( ١١٦١١١ ).
مهتمة بالصحة العامة وحقوق الأسرة والطفل وحمايته من العنف وقد مثلت المملكة في المؤتمرات واللقاءات كما نشرت الكثير من الأبحاث في مجال الصحة العامة والعنف الأسري والعنف ضد الطفل وحصلت على العديد من الجوائز لمنجزاتها في مجال مكافحة العنف الأسري وحماية الطفل ومنها فوزها بجائزة الشجاعة لعام 2014 من وزارة الخارجية الأمريكية وتسلمت الجائزة من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وكذلك فازت بجائزة الأمير نايف للتميز النسائي في قطاع الأمن المجتمعي لعام 2017.