تدل نتائج الدراسات والبحوث على أن مشكلة تعاطي المخدرات مشكلة متعددة الأسباب والمظاهر. فمن وجهة نظر علماء الأدوية ووظائف الأعضاء ينصب الاهتمام على الآثار التي يحدثها المخدر في الجسد في أجهزة جسم المدمن. وفي العادة إذا اعتاد الجسم على هذه الحالة الجديدة يشعر بالضيق والعجز إذا عاد إلى حالته الطبيعية بالتوقف عن المخدر.
ومن وجهة النظر النفسية تتعدد التفسيرات باختلاف المدارس في علم النفس، فمثلًا وجهة النظر التحليلية يركز الاهتمام لدى علماء الطب النفسي على الشخصية المتعاطية للمخدرات بأنها ناقصة غير ناضجة ومستسلمة واتكالية، ولديهم العديد من المشاكل النفسية الحادة والاكتئاب.
وتختلف وجهة النظر الاجتماعية عن وجهات النظر السابقة؛ حيث يستند علماء الاجتماع في تحليلهم للظاهرة على دور العمليات الاجتماعية والظواهر المجتمعية عند تفسيرهم لظاهرة تعاطي المخدرات، ويعتبرون أن الأوضاع الاجتماعية بما يستجد بها من متغيرات اقتصادية وثقافية تلعب دورًا جوهريًا في تكوين السلوك الإنساني، ويمكن تفسير الإدمان للمخدرات من الوجهة الاجتماعية على أنه نتيجة ضغوطات المجتمع المتمثل في الفقر والأسر المفككة، وعدم شغل أوقات الفراغ بطريقة صحيحة، وكذلك ضغط جماعات الأصدقاء والتأثر بثقافات أخرى مغايرة، وقد يكون فيها انحرافات سلوكية وأيضًا قد يكون السبب لتعاطي المخدرات بين النشء هو الفشل في التنشئة الاجتماعية من قبل الأسر المصدعة والمفككة.
ونشير هنا أن تعاطي المخدرات؛ وخاصة بين الشباب قد ازدادت نتيجة الاحتكاك بمجموعة كبيرة من العمالة الوافدة، والتي تنتمي إلى ثقافات مختلفة، والتي أثرت بلا شك على طبيعة الحياة الاجتماعية، وأدت إلى بروز بعض الظواهر السلبية كظاهرة تعاطي المخدرات.
أ. د / اسماعيل .. الله يعطيك العافيه على هذا الإجاز بالطرح الذي يقيد جميع من يطلع عليه .