مقالات القراش

حكيم العرب..شعبان عبدالرحيم

 يعتبر الفن مرآة الشعوب، وصوت القلوب مهما اختلفت اللغات والألوان والمبادئ، فمن خلاله  تتفرغ العواطف والانفعالات، وتهدأ النفوس وتصل الرسائل.
ربما هذا الرأي لن يعجب البعض، وسيقحمني في جدل طويل حول التحريم والتحليل، إنْ لم يفسّقني، ولكن هذا لا يهم، كل ما في الأمر أطلب منك عزيزي القارئ إتمام مقالي؛ لكي تتضح لك الرؤية.
أحبتي:
عندما صدح بلبل الفراعنة، ومطرب العشوائيات، وفنان التُـــكْـتُــك، وملك المكوجية بأغنيته الشهيرة.
(أنا بكره إسرائيل وبقولها لو أتسأل
إنْ شاء الله أموت قتيل أو أخش المعتقل) …  وإيييه
كانت تحمل في معانيها كل الغضب الشعبي الذي شعر به العرب منذ بداية الاحتلال الصهيوني للعزيزة فلسطين، وحتى ظهر ذلك الفنان عام 2000م، ومنذ ذلك الحين أصبحت أغنيته سيمفونية عجيبة ومصدر إزعاج للكيان المحتل؛ لأنّها انتشرت كالنار في الهشيم حول العالم، وتراقص العرب عليها،  فحرّكت القلوب التي سكنت ردهًا من الزمن، فجعلت من ذلك الرجل البسيط الذي قضى شبابه خلف مكواة الملابس، أشهر فنان عربي ظهر في تلك الحقبة.
السؤال الذي يطرح نفسه ما موقف العرب بعد أنْ أعلن بنيامين نتنياهو أنّ القدس عاصمة لإسرائيل بتأييد أمريكي، ثم أعلن لاحقًا أنّه سوف يضم أجزاء من الضفة الغربية؟
نستطيع القول لقد انقسم العرب كالعادة إلى قسمين بين مستنكر مستهجن يلطم خده ويشق جيبه، وبين مطبّع من تحت الطاولة، وفي العلن يزبد ويرغي كالناقة الخلــوّج.
أما السعودية فهي الدولة الوحيدة المغردّة خارج السرب العربي، بمواقفها المشهودة منذ عام 1948م، سواء اتفق معها العرب أو اختلفوا  .. ترى لماذا؟
أولًا:
لأنّها تمثّـل العمق العربي وحامي حمى الحرمين، وواجهة الشرق الأوسط؛ لذا موقفها واضح ضد أي عدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته ومقدراته.
ثانيًا:
لم تألوا جهدًا في رفع المعاناة عن الفلسطينيين بكل السبل الممكنة، رغم ما تسمعه من جحود من بعض الأحزاب المعارضة هناك ممن انساق حول  عمامة ولاية الفقيه وطربوش الإخوان والريال القطري.
ثالثًا:
وقفت بشموخ أمام كل الدعوات والإغراءات والوعود من الدول العظمى، التي تريد التنازل عن شبر واحد من فلسطين؛ لأنّها لا تملك ذلك، بل أعلنت رفضها في أنْ يتدخل أحد في تقرير المصير الفلسطيني.
رابعًا:
لن أتكلم عن دعمها المادي الذي يفوق قدره ميزانيات دول شرق أوسطية مجتمعة، في سبيل رفع المعاناة عن أشقائها هناك، دون أنْ تطلب رد الجميل، فضلًا عن فتح أراضيها لمن أراد الإقامة بها.
خامسًا:
السعودية بطبيعتها لا تدخل في مهاترات ومزايدات على ما تقدمه وتبذله كما تفعل بعض الدول العربية التي تتباكى على فلسطين، وسفارات ومكاتب الكيان الصهيوني في عواصمها يرفرف علمه.
أحبتي:

مهما حاولت وسائل الإعلام المشبوهة، التي تديرها أيدٍ قذرة، سواء في الوطن العربي أو خارجه أنْ تشوّه دور السعودية الريادي في خدمة القضية الفلسطينية، فلن ينالهم من ذلك إلا التعب والنصب.

لأنّـنا كـمجتمع سعودي وفلسطيني ندرك تمامًا الأهداف التي تريد تلك الأصوات فعله  بقضية العرب الأولى، التي طال انتظار حلها، ولكن بإذن الله سوف تتكاتف الأيدي وتتضافر الجهود، من أجل أنْ تبقى فلسطين عربية أبيّة، رغم كيد الكائدين، الذين لم يتعدَ وقوفهم مع هذا الشعب الحرّ المناضل إلا ترديد أغنية شعبان عبدالرحيم في مهرجاناتهم ليتراقصوا عليها، حتى ولو كانت في وقت من الأوقات ذات تأثير، ولكن اليوم لم يتبقَ منها إلا قوله (إيييييييييه .. أنا بكره اسرائيل).

لذلك لا تتوقعوا من تلك القيادات الفاسدة المتراقصة على الجرح الفلسطيني أنْ تدعم قضيته، بل  مواقفها الدنيئة مشهودة منذ القدم، وبإذن الله لنْ يطول بهم الأمد، فمهما تقادم العهد سيقعون في شرّ أعمالهم، لأنّ الله يمهل ولا يهمل.

همسة:

القدس في قلب سلمان وشعبه.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button