يركز الدين الإسلامي الحنيف على أهمية السلوكيات السوية والأخلاق السامية، ويحارب الرذيلة بمظاهرها وأشكالها كافة.
وترجع أسباب ارتكاب الجرائم والانحرافات السلوكية إلى جملة من العوامل والمؤثرات نجملها فيما يلي:
١-ضعف الوازع الديني، ولذا يمكن القول إن أكثر المشاكل والانحرافات التي تحصل يكون سببها الأول والمباشر ضعف الوازع الديني، وغياب الضمير. ولتنمية هذا الوعي لدى الأفراد فلابد من محاربة الفراغ، وإيجاد طرق وأساليب عديدة لتنمية مواهبهم وقدراتهم، وكذلك لابد من إحياء وإعادة دور المساجد في تربية الشباب دينيًا وخلقيًا، وتوعيتهم وتوجيههم لما فيه خير لهم.
٢-سوء التربية والتنشئة الاجتماعية؛ وخاصة في الأسرة لا سيما إن كانت مفككة ولا تعطي الاهتمام للأبناء، وتهملهم.
٣-مسؤولية الفرد الذي حباه الله بنعمة العقل الذي يميز بين الخير والشر، وهو عندما يقوم ذلك الفرد بسلوك منحرف؛ فإنه لا يعمل عقله في التمييز بين الخير والشر، بل أطلق العنان لنزواته ورغباته.
٤- نقص التكافل الاجتماعي على اعتبار أن المجتمع الإسلامي يجب أن يكون مجتمعًا عادلًا، ويقوي فيه التكافل الاجتماعي بحيث تشيع فيه المثل والقيم السامية والأخلاق الفاضلة، وأما إذا غاب ذلك فإن الانحرافات السلوكية والأخلاقية تكون اكثر انتشارًا وظهورًا.
وهكذا فإن ارتكاب المسلم لأعمال وسلوكيات منحرفة وشاذة تمثل اتباعًا للهوى وتعطيلًا للعقل.
قال تعالى: “(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44))سورة الفرقان-الآيتان ٤٣و٤٤.