المقالات

واقع التعليم إلى أين ؟!

تعيش المملكة فترة تحول تاريخي وتعوّل على خيرة أبنائها من النجباء شأنها كأي أمة تسعى لمواكبة ركب الحضارة والتقدم. ويشغل التعليم أهمية كبيرة في رؤية المملكة 2030 ولكن إلى أين يسير التعليم في المملكة ؟

لم تقصر المملكة في تسخير ميزانيات مليارية، ويكفي أنه خلال العقدين الماضيين تم إنفاق ما يزيد على التريليوني ريال على التعليم، ومع ذلك صدر تقريران يكشفان واقع التعليم في المملكة، ويصفان مستوى طلاب التعليم العام والجامعي بالتدني كما أنه لا توجد جامعة سعودية ضمن 200 جامعة على مستوى العالم ؟!

التقرير الأول هو دراسة تحليلية للجنة التعليمية والبحث العلمي بمجلس الشورى، وأكدت أن نتائج المؤشرات الوطنية والدولية تتجه في اتجاه واحد، وتقدم مؤشرات قوية على تدني مستوى أداء الطلبة سواء كان ذلك في التعليم العام أو الجامعي، وطالبت بإعادة النظر في منظومة التعليم بشكل متكامل وشامل، وإعادة النظر في منهجيات التعليم والتعلم التي تنتهجها الوزارة في مدارسها، وعليه تقدمت اللجنة بعشر توصيات منها المطالبة بالاستفادة من نتائج تقارير الاختبارات الوطنية والدولية بما يساهم بتحسين العملية التعليمية، وقالت اللجنة التعليمية إن الجهود المتعلقة بأداء الطلبة عمومًا في التعليم العام والتعليم الجامعي وأداء الجامعات في المجالات البحثية لا يحقق الطموحات التي خطتها رؤية المملكة، بل طالبت اللجنة وزارة التعليم ذاتها بوضع مؤشرات أداء كمية ونوعية واضحة تتعلق بنوعية وشمولية الخدمات التي يتم تقديمها للطلبة الموهوبين والطلبة ذوي الإعاقة، وتقييم أداء الوزارة مع تضمين نتائجها في تقرير الوزارة المقبل.

وتحدثت الدراسة عما أسمته بعض التحديات التي تتعلق بالمباني المدرسية أبرزها عدم التحسن في وضع المباني المستأجرة على مدار الخمس سنوات الأخيرة؛ حيث وصلت النسبة للمدارس المستأجرة إلى 25 %، وهذه النسبة عالية جدًا بكل المقاييس، والتقرير الثاني تم بناؤه على تحليل تصنیف مجلة التایمز البريطانية لأداء الجامعات السعودیة للعام ٢٠٢٠م الذي أعدَّه الدكتور سامي الشھري ـ عضو ھیئة التدریس بجامعة الملك خالد ووكيل عمادة التطوير والجودة والمشرف على مكتب التصنیفات الدولیة ـ يظهر أن عدد الجامعات السعودية التي تواجدت في النتیجة النھائیة للتصنيف سبع جامعات ـ ٦ جامعات حكومیة وجامعة واحدة خاصة ـ من بین ١٣٩٦ جامعة على مستوى العالم ومن ٩٢ دولة ؟! ولا یوجد أي جامعة سعودیة ضمن قائمة أفضل ٢٠٠ جامعة على مستوى العالم، ووجد الباحث أن أكثر مؤشر تمیزت فیه الجامعات السعودیة ھو مؤشر الاقتباسات بینما مؤشر التعلیم ھو الأقل ؟

من أهم الاقتراحات التي قدمها الدكتور الشهري لتحسین أداء الجامعات في تصنیف التایمز: زیادة میزانیة البحث العلمي والعمل على رفع نسبة تمویل الأبحاث عن طریق أوقاف الجامعة أو استقطاب رؤوس الأموال في القطاع الخاص، وتسھیل، وتسریع إجراءات الحصول على الدعم المالي للأبحاث، وتشجیع أعضاء ھیئة التدریس وطلاب الدراسات العلیا (سعودیون/غیر سعودیین) على نشر ورقتین علمیتین على الأقل سنویًا في المجلات التابعة لقاعدة بیانات Scopus وزیادة الحوافز المادیة لأعضاء ھیئة التدریس بناءً على عدد الأبحاث المنشورة، وتفعیل العلاقات بین الجامعة والقطاع الصناعي والاستثماري.

السؤال : أما آن الأوان لإنشاء مجلس أعلى للتعليم في المملكة؟

مشكلات التعليم وتحديات المرحلة واضحة والحلول والاقتراحات متوفرة لكن مع الأسف لا تزال الوزارة في وادٍ وواقع التعليم في وادٍ آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى