تحتفل كل بلدان العالم بيوم استقلالها، أو ما يسمى باليوم الوطني الذي يعتبر بمثابة رمز من رموز الوطن، إلى جانب معانٍ أخرى كثيرة تعكس درجة الارتباط بين الوطن والمواطن. بيد أن اليوم الوطني في المملكة يختلف في المعنى والمبنى، وفي الشكل والمضمون، إذ يشتمل في مفرداته الثرية على الذكرى والذاكرة، والمسيرة والملحمة، والاستمرارية والثبات، والنماء والعطاء، والتميز والتفرد، إلى جانب عبقرية التجربة والقيادة والمكانة، والعلاقة الوطيدة التي تربط بين الوطن والمواطن من جهة، وبين المواطن والقيادة من جهة أخرى، بحيث يمكن القول دون أدنى مبالغة أن اليوم الوطني في المملكة الذي نحتفل بذكراه التاسعة والثمانين اليوم ليس كأي يوم وطني في أي بلد آخر من بلدان العالم.. يومنا الوطني أكثر من مجرد علامة من علامات الهوية والانتماء، وأكثر من مجرد رمز من الرموز الوطنية، فهو ذكرى الانطلاقة الكبرى نحو المجد والعلياء، ذكرى توحيد الكيان والانسان، ذكرى تحرير الإرادة ودحر الفرقة والانقسام، ذكرى العهد الذي أبرمه قائد مسيرة البناء والتوحيد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن تركي آل سعود مع شعبه الوفي، ذلك العهد الذي أرسى دعائم المملكة العربية السعودية على أسس العقيدة والتوحيد، ذكرى هذا العهد أو العقد الفريد الذي دشن به دعائم وركائز هذا الوطن العزيز، وهو العهد الذي حافظ عليه أبناء المؤسس العظيم والشعب السعودي النبيل عقدًا بعد عقد وجيلًا بعد جيل وعضوا عليه بالنواجذ، بما جعل من المملكة العربية السعودية نموذجًا يحتذى بين الدول في العلاقة المتفردة بين الوطن والمواطن والقيادة، وفي الأمن والاستقرار والنماء والازدهار الذي جاء نتيجة طبيعية لكل هذه المعاني السامية وتلك العلاقة النادرة وهذا العقد الفريد.
اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة والعزيزة علينا جميعًا تحت شعار “همة حتى القمة” الذي تترجمه رؤية 2030 على أرض الواقع فعلاً وإنجازًا، لنا أن نفخر ونعتز بأننا قطعنا، ونحن نعيش أجواء وروح رؤية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين مهندس تلك الرؤية العتيدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان شوطًا طويلاً في المسيرة المباركة التي أطلقها القائد الموحد والباني العظيم ، وإننا نقترب من تحقيق هدفنا الأكبر بأن تصبح بلادنا الغالية التي أعزها الله بخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين من الدول المتقدمة صناعيًا وتقنيًا وحضاريًا. وها هو الوطن بالفعل يعيش نهضته الكبرى بعد أن أصبحت المملكة عضوًا فاعلاً في منظمة التجارة العالمية ومجموعة العشرين، وبعد أن أصبحت الرياض إحدى عواصم القرار المؤثر عربيًا وإقليميًا ودوليًا.
لنا أن نفخر ونحن نعيش أجواء الأمن والاستقرار والرخاء بأن ما تحقق للوطن الغالي من الإنجازات على كافة الأصعدة فاق التوقعات، حتى جاء الواقع أجمل من الحلم، فأصبحت بلادنا الحبيبة مثالًا يحتذى في منطقتها والعالم بأسره في سلامة توجهاتها، واعتدال مواقفها، وصوابية قراراتها، ومساهماتها الفعالة في مكافحة الإرهاب في الدوائر المحلية والإقليمية والدولية، والعمل على نشر رسالة الإسلام السامية في الوسطية والاعتدال، وبذل أقصى الجهود من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
أما افتخارنا الكبير واعتزازنا الأكبر فهو ما تحققه بلادنا من إنجازات كل عام على كافة الأصعدة، وبالأخص على صعيد تطوير وتجويد خدمات الحج والعمرة بما جعل العالم كله يشيد بهذه الجهود التي جعلت من بلادنا الغالية درة البلدان لما حباها الله من نعم لا تعد ولا تحصى، بدءًا من نعمة الإسلام، واحتضان أقدس بقاع الأرض، ومثوى رسول الله عليه الصلاة والسلام على ثراها الطاهر.
وإنني بهذه المناسبة التي ننتظرها كل عام؛ كي نسترجع العلامات البارزة في المسيرة المباركة التي سطرها الملك عبد العزيز وصحبه الأوفياء بأسطر من ذهب، أهيب بكل جد وجدة أن يحكوا للأحفاد فصولاً من هذه الملحمة الخالدة: كيف كانت بلادنا وكيف أصبحت.. كيف أسس الملك عبد العزيز الكيان والإنسان ..وكيف وحد الوطن والمواطن وبنى كيانًا شامخًا انطلاقًا من نقطة الصفر على أسس التوحيد والعقيدة جاعلاً التطوير إستراتجية عامة لدولة العلم والإيمان.
في يوم الوطن المجيد لا يسعنا إلا أن نبعث برسالة تهنئة ومحبة وافتخار لقائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان الذي يعبر بأجيال السعودية الجديدة بوابة إشراقة الأمل نحو المستقبل الذي يليق بهذا البلد الأمين .. وإلى كافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة، ولأبناء هذا الوطن الحبيب، ولجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، وكل عام ووطن العزة والشموخ حر.. عزيز ..أبي.. لا تعلو هامة فوق هامته .. كل عام وأنت بخير يا درة الأوطان وتاج البلدان..
كل عام و الوطن يعتلي قمة المجد كل عام و السعودية حكومة و شعبا في علو و رفعة و أمن و أمان .
شكراً لكم ..
ودام عزك ياوطن
كل عام و الوطن يعتلي قمة المجد كل عام و السعودية حكومة و شعبا في علو و رفعة و أمن و أمان .