منحَ الله عز وجل هذه البلاد نعمًا كثيرةً، فهناك نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة. وهناك نعمة الأمن وحسبك بها من فضيلة. وهناك نعمة الاستقرار والنمو والتوحيد والبناء. ومن قبل ذلك كانت هذه الأرض المباركة تمتاز بعمقها التاريخي وجذورها الإسلامية الصحيحة التي التزمت تصحيح العقيدة والعودة إلى منابع الإسلام الصافية. وقد تمثل ذلك عندما تحالف الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب -يرحمهما الله- وأخذ كل منهما يساند الآخر، ويعاضده لما فيه خير الدارين.
وهذا النهج والمنهاج الكريمان خطهما المؤسس الأول والباني الحقيقي لهذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
وقد تحقق الشيء الكثير بحمد الله حيث انتهض المكان، وتحقق الحلم، وأصبحت المملكة قدوة في النجاح والنمو، وشملت النهضة كل مرافق الحياة المهمة ما جعل المواطن يدرك ويلمس هذه الجوانب الحية الإيجابية التي تتشابك مع حياته بشكل يومي.
فإذا مرض وجد النهضة الصحية، وإذا رغب في التعلم وجد دور العلم، وإذا أراد العيش الكريم وجد الأعمال الناجحة، وإذا أراد الصلاة فإن المساجد عمرت في كل اتجاه.. وطن بهذا النجاح والنمو والتكامل حري بالمحافظة عليه، والدفاع عنه والذود عن ترابه.. فالحكام هم من أبناء هذا الوطن ومن أكرم أهله (حكامنا من شعبنا هذا أخو وهذا ابن عم).
والكل يعلم أن التحديات التي تمر بها المملكة تستوجب علينا واجبات مهمة، متى ما قمنا بها جنبنا بلادنا الحبيبة ووطننا العزيز كل أذى ومكروه، ومن ذلك الالتفاف والتعاضد وإبراز صورة التلاحم بين القيادة والشعب، والحكام والرعية كأجمل ما يكون التلاحم والتكاتف، وقد أمرنا ديننا الحنيف بطاعة ولاة الأمر وأوجب الالتزام بأوامرهم وتعليماتهم.
وبحمد الله نحتفل باليوم الوطني الـ89 مع زيادة الحقد والعداء، والذي تمثل بالهجوم على بقيق ضمن مؤامرة الملالي وأعوانهم لاستهداف وطن العقيدة والتوحيد والحرمين الشريفين؛ مما يتطلب الحذر ورص الصفوف ضد أعداء الوطن.