المقالات

الأمر الملكي رقم ٢٧١٦

نعيش اليوم مرحلة تنموية لم يشهد لها التاريخ التنموي مثيلًا، أينما أشاح المنصف بصره في جميع الاتجاهات الجغرافية من البحر إلى البحر، يجد النماء ماثلًا بكل أبعاده وتحولاته المتجددة، يجد الأمن يفترش كل تراب الوطن، بعد أن كان الأمن شحيحًا خارح أسوار المدن، يجد الطريق آمنًا بعد أن كان مستعمرًا من قبل قطاع الطرق وعصابات الغزو والسلب، تخطف أبصاره تلك المنارات العلمية التي ارتفع إشعاعها في كل مدينة، يجد المستشفيات والمصحات والمراكز الطبية وقد احتلت شوارع المدن والقرى، بعد أن كان المرض ينهش أجساد العباد دون رادع وهوادة، يجد الطريق الذي شق الجبال والوهاد والصحاري والأودية، يرى تلك الأضواء المبهرة التي أحالت بيوت وشوارع وطرقات البلاد إلى مساحة مضيئة، يرى خطوط وأنابيب المياه التي عبرت آلاف الأميال لتصل سلسبيلًا إلى صنابير المنازل، يرى حراك المعامل والمدن الصناعية ينساب إلى موانئ التصدير.

يرى ويرى الكثير من معالم التنمية قد جللت مساحة الوطن، يرى بلادًا قد شقت طريقًا ليس يسيرًا سعيًا لتحقيق هدف الجميع يعمل من أجل تحقيقه، يرى وطنًا صامدًا أمام كل التحديات التي انهارت أمامها عدد من الدول والحضارات، وتلاشت في مواجهتها عدد من الكيانات، وهذا لعمري هو النجاح الذي لا ينازعنا فيه أحدًا، راهن الحاقدون وتمنى الحاسدون وخاض المرجفون لمواجهة هذا النجاح وهذا النماء والالتحام بين الشعب والقيادة، وفي كل محاولاتهم يتوشحون ألم الخزي والفشل، فوطن قام على حماية وصيانة الدين وحفظ مقدسات المسلمين والحكم بشرع الله والعدل وشمول التنمية، كان من الطبيعي أن يكون هكذا، بناؤه صلب، وأوده شامخ، فهذا الوطن الذي وطئ كل مساحات الريادة بمستوياتها الإقليمية والكونية، ليس غريبًا أن يجد المرء الراية السعودية وقد تسنمت سواري المجد في كل تلك المساحات، والذي يدعو للاعتزاز أنه قد تم بناء كل ماننعم به اليوم في زمن قياسي، يكاد يكون أقل من عمر أحد الجامعات في بعض الدول، أليس ذلك معجزة تنموية، تسعد من يكن الود والوفاء لهذا الوطن المعطاء، وتغيض من استوطن صدره خيانة وبغضاء.

ياله من وطن يخوض حربًا عسكرية، ويخوض حربًا دبلوماسية، ويخوض حربًا اقتصادية، ويخوض حربًا أمنية ضد الجريمة والإرهاب، ومع ذلك لم تتوقف قافلة النماء والتطوير، ولم يشعر المواطن والمقيم الذي يعيش على تراب هذا الوطن بآثار أو تداعيات لتلك الحروب، فقيادة البلاد الرشيدة حرصت على إقصاء كل ما من شأنه أن يلوث سلامة الحياة اليومية للمواطن والمقيم، أنه وطن ولا كل الأوطان له قيادة حكيمة جزء من الكيان الإنساني له، وله شعب مخلص يمتلئ فؤاده بالولاء والانتماء له.
حقًا لقد كان يومًا عظيمًا ذلك اليوم الذي صدر فيه الأمر الملكي الكريم رقم ٢٧١٦ وتاريخ١٧\٥\١٣٥١ الذي اشتمل نصه على ولادة أمة وكيان دولة، إنه الأمر الملكي الذي وحد نصه المملكة العربية السعودية، وأصبح اليوم الوطني رمزًا ماثلًا يتجدد كل عام تنموي لمضمون هذا الأمر الملكي الكريم، رحم الله من أصدره وجعل منزله الفردوس الخالد، ورحم أبناءه الذين رحلوا بعده، وشاركوا في بناء الوطن وحماية مقدساته ومقدراته.
اللهم اجعل هذا البلد آمنًا، واحفظ قيادته وشعبه، ومن يكن له الخير والوفاء.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. نعم هنا تظهر عظمة وقوة الدولة.. فى ان تعمل على عدة جبهات وفى ان واحد وباقتدار.
    مقال يجسد الواقع… اخى ابا عماد

  2. انبهار العالم مما يحصل في هذا الوطن من تقدم وازدهار في مجالات عدة ظهر له من الخونة والحاسدين والإرهابيين الكثير مثلما ما تفضلتم ولكنهم اصطدموا بصخور الإنتماء الصلبة من جنود الوطن البواسل وشعبه المخلص ولم يجدوا سبيلا سوى تدبير بعض المكايد الرخيصة التي باءت بالفشل . حفظ الله وطننا
    وملكنا سلمان وولي عهده محمدا مهندس الرؤية والتقدم والازدهار . شكرا معالي الدكتور وشكرا لهذه الصحيفة

  3. حفظ الله وطننا و ملكنا سلمان وولي عهده محمدا مهندس الرؤية والتقدم والازدهار وحفظ جنوده البواسل وشعبه المخلص فهم بعد الله صخور نارية في وجه كل عدو . شكرا معالي الدكتور شكرا للقائمين على هذه الصحيفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى