ذكرى اليوم الوطني، ليست مجرد احتفال عابر، أو فرحة مؤقتة، ولكنها تأتي من باب الشكر والثناء لله -عز وجل-، الذي أنعم على هذه البلاد المباركة بوافر النعم وفضلّها على غيرها من الأوطان، منها احتضان الحرمين الشريفين، وخصّنا بقيادة رشيدة تجسد معاني الزعامة.
احتفالنا بذكرى توحيد المملكة هو مناسبة لاستلهام دروس الماضي، والتسلح بالقوة والعزيمة للانطلاق نحو المستقبل، ولقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ يوم الثلاثاء ٢٥ محرم ١٤٤١هـ، تذكيرًا لنا وللأجيال الناشئة بأكبر وأهم حدث عرفته الجزيرة العربية قبل 89 عامًا، وها نحن اليوم نحتفي بذكراه العطرة، وكلنا عزة وفخر وأمل.
قال الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء: إن المملكة وبمناسبة يومها الوطني تعتز وبكل فخر بما أعلنه جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ، من توحيد المملكة العربية السعودية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم استمرت هذه الوحدة بجهود أبنائه البررة من بعده ـ رحمهم الله ـ وبتكاتف أبناء الوطن، حيث أصبحنا ـ ولله الحمد ـ نفتخر ونعتز بلحمة ووحدة وطنية ومكانة دولية مميزة سائلين الله -عز وجل- أن يمدنا بعونه وتوفيقه لتبقى المملكة حصنًا حصينًا لخدمة الإسلام والمسلمين وعمارة الحرمين الشريفين وخدمتهما، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة الحق، والإسهام في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
إن المملكة تشهد تحولات تاريخية غير مسبوقة، ونحن في ذكرى اليوم الوطني نستلهم من نضال الملك المؤسس الحكمة وقوة الإرادة متسلحين بالنهج القويم الذي أرساه ـ طيب الله ثراه ـ لمواصلة مسيرة العطاء والبناء متمسكين بثوابتنا الراسخة آخذين بمعطيات العصر وفق رؤية طموحة وضعها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ تسعى لوضع المملكة بين مصاف العالم الأول بحلول عام 2030 بعقول وسواعد أبنائها البررة.
لقد انطلق قطار التنمية والتطوير والتحديث، وموعدنا العام 2020 في ذكرى اليوم الوطني ـ بحول الله ـ مع منجزات كبيرة ونوعية في كافة المجالات الحضارية والعمرانية والاقتصادية والثقافية هدفها ومحورها هو الإنسان السعودي، وفي المقدمة الشباب والشابات.
ختامًا
في ذكرى اليوم الوطني يتداخل التاريخ بالحاضر والمستقبل الزاهر؛ وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعًا أرفع خالص التهاني والتبريكات، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم، ونعاهد ولاة أمرنا على مضاعفة الجهود ومواصلة العمل بطموح سقفه السماء، وبإرادة مثل جبل طويق من أجل تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة.