المقالات

التربية الإسلامية كنظام اجتماعي متكامل

التربية الإسلامية كنظام اجتماعي متكامل، تهدف أساسًا إلى بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة المتوازنة السوية القوية، القادرة على مواجهة التحديات، والمساهمة الفاعلة في عملية التنمية المستديمة بالمجتمع. تبدأ التربية الإسلامية بالاهتمام بالبناء الداخلي للفرد باعتباره الأساس الذي يرتكز عليه بناؤه الخارجي، ليكون نموه موجهًا وضابطًا لسلوكه، ويكون سلوكه مجسدًا للمبادئ والقيم الإسلامية.

والتربية الإسلامية كنظام أو نسق اجتماعي تربية فردية وتربية اجتماعية مستمرة، فالإسلام يؤكد على العلاقة الارتباطية الوثيقة بين الفرد والمجتمع. وقد حدد الإسلام دور الفرد في المجتمع وعلاقاته بالآخرين ومسؤوليته عن سلوكه وأعماله في حدود قدراته وما يقدمه له مجتمعه. والمجتمع في المقابل، عليه ان يقدم للفرد التعليم والتربية المناسبة التي تحقق مطالب نموه الشامل المتكامل، ويوفر له الوسط الاجتماعي الذي يساعد على ذلك. وأن يكفل له حقوقه وأمنه مما ينمي له الشعور بالولاء لمجتمعه ومؤسساته الاجتماعية، وينعكس بدوره على علاقاته بمجتمعه وأدائه لأدواره الاجتماعية.

والتربية الإسلامية تربية مستمرة تبدأ من الأسرة، فالأسرة باعتبارها أول وأهم جماعة ينتمي إليها الفرد، يكتسب منها أول خبرة اجتماعية في الحياة. وتحدد الأسرة قدرة الطفل على استخدام اللغة في التواصل والتعبير عن أفكاره. وتمتد التربية من الأسرة إلى مؤسسات التربية الرسمية وغير الرسمية، فالتربية الإسلامية ليست محددة بالتعلم الرسمي والسلم التعليمي فقط، بل هى تربية مستمرة باستمرار حياة الفرد، ومرتبطة بحياة الفرد والمجتمع بجميع نظمه الاجتماعية ومؤسساته. وهى حق لكل فرد في المجتمع، وهى تسعى إلى تحقيق النمو الشامل المتكامل في شخصية الفرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى