يبدو أن قضية تحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات باتت حديث المجالس العامة والخاصة والاقتصادية والتجارية، وفي لقائه بديوانية “السالم” الاقتصادية تحدث المشرف العام على قطاع التخطيط والتطوير بوزارة الحج والعمرة ، الدكتور عمرو المداح عن الطوافة ومؤسساتها وتحولها إلى شركات، حديثًا مرتجلًا لا مكتوبًا، وكنت أمل أن يكون حديثه مكتوبًا لتتم مراجعته قبل طرحه حتى لا يقع في حرج نتيجة لأخطاء غير مقصودة، كقوله: “من يتذكر من كان يشتغل بالطوافة قبل 15 ـ 20 سنة، كان المطوف يطلع من الحج بمبالغ 250 ألف ـ 500 ألف المطوفين الكبار، ودحين صار ألا يطلع بأربعين ألف يحمد ربه”، ولا أعرف ماذا يقصد تحديدًا بهذه العبارة، هل كان يقصد أن هذه المبالغ كان يتقاضاها المطوف قبل إنشاء المؤسسات ؟
إن كان هذا مقصده، فقد أخطأ في تقدير الفترة، فقبل 15 أو 20 عامًا كانت مؤسسات الطوافة موجودة، وقد مضى على إنشائها الآن ثمانية وثلاثون عامًا.
ولا أريد أن أسترسل في الحديث، لكني أتوقف أمام خبر نشرته صحيفة “مكة” الإليكترونية بعددها الصادر يوم الأحد – 22 سبتمبر, 2019 تحت عنوان “أكد الحفاظ على المهنة وزيادة أعداد المنتسبين إليها، عمرو المداح: لا مكان للمطوفين المتكاسلين في الحج والعمرة”.
وقبل التعليق على ما تناوله أود سؤاله عن قوله: “إذا عدنا إلى الماضي، لم يكن عدد الحجاج يزيد عن 5 آلاف فكانت الطوافة تطوعية تقوم بها بعض الأسر والأفراد، واليوم نتحدث عن حجاج بالملايين”، ولا أريد أن أطالبه بتفسير عبارة تطوعية، لكني أود أن أسأله عن الفترة التي كان فيها عدد الحجاج لا يتجاوز الخمسة آلاف حاج، فمتى كانت تلك الفترة، لأن هناك تقريرًا بثته وكالة الأنباء السعودية بتاريخ الأربعاء 9 / 12 / 1428هـ الموافق 19 / 12 / 2007م تحت عنوان (أعداد الحجاج القادمين من الخارج خلال ال 77 عامًا)، استعرضت الوكالة عبره أعداد الحجاج القادمين إلى الديار المقدسة من خارج المملكة ومدى التدرج في زيادة اعدادهم منذ عام 1350هـ وحتى العام الحالي 1428هـ مستندة في ذلك إلى ما صدر عن المديرية العامة للجوازات من إحصاءات كل عام.
وأوضحت أن “أعداد الحجاج الذين قدموا من خارج المملكة دون المائة ألف حتى العام 1369هـ وتضاعف العدد عام 1374هـ وظلت الأعداد، ولمدة عشر سنوات تتراوح بين الزيادة والنقصان فيما بلغ عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة عام 1389هـ أكثر من أربعمائة ألف حاج، واستمرت الزيادة في التصاعد حتى وصل العدد عام 1392 هـ إلى ستمائة وخمسة وأربعين ألف حاج قدموا من الخارج.
وفي عام 1394 هـ قفز العدد دفعة واحدة إلى تسعمائة وثمانية عشر ألف حاج أي بزيادة / 311 / ألف حاج عن العام الذي قبله وبنسبة مئوية قدرها 51 بالمئة.
وفي موسم حج عام 1403 هـ تحقق أكبر رقم يصل إليه عدد الحجاج القادمين من الخارج إذ وصل العدد إلى مليون وخمسة آلاف وستين حاجًا.
ويمثل هذا العدد الرقم القياسي لسنوات القدوم حتى عام 1407هـ، ويشير إلى وجود الزيادة الملحوظة في ذلك الموسم، وسجلت بعض أيام القدوم أعدادًا كبيرة تجاوزت الستين ألف حاج في اليوم الواحد”.
وكنت أمل من الدكتور مراجعة إحصائية أعداد الحجاج قبل الحديث عنهم حتى لا يفاجأ بمن يسأله متى تحديدًا كان عدد الحجاج لا يتجاوز الخمسة آلاف حاج ؟
وقوله: “بدلًا من عمل مؤسسات الطوافة خلال الموسم فقط الذي يمتد لثلاثة أشهر أو أقل، يتم العمل على مدار العام بشكل منظم وضمن شركات مؤهلة بشكل تام لخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه”.
ولا نعرف ما هي طبيعة العمل الذي ستقوم به شركات الطوافة طوال العام، هل ستتولى تقديم الخدمات للمعتمرين ؟
أم ستنشئ شركات نقل للمعتمرين ؟
وهذه الخدمة ترخصها وزارة النقل، وليس وزارة الحج والعمرة.
أم ستتملك فنادق لخدمة المعتمرين ؟
وهذه الخدمة تخضع لشروط الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
أم ستنشئ شركات تغذية للمعتمرين ؟
وهذه الخدمة تخضع لشروط ومعايير وزارة الشئون البلدية والقروية، وقول الدكتور عمرو “كانت لدينا مشاكل كثيرة في موسم العمرة سابقًا، وأبرزها أن بعض الشركات لديها القدرة على بناء الاقتصاد وتحقيق التطور في مجال الحج والعمرة، ولكن الشركة تترك الموضوع على مسوق خارجي يستفيد أكثر من شركاتنا مقابل نسبة من العائد محدودة، والغالبية تذهب للمسوق الخارجي”، فكيف بشركة لديها القدرة وتترك المسوق الخارجي يستفيد ؟
وهل سعت الوزارة للبحث عن أسباب هذه المشاكل ومسبباتها ؟
وللإيضاح فإن تأمين السكن للحجاج فليس للمطوف دور فيه، فهو من مسؤوليات مكاتب شئون الحجاج التابعة للحكومات العربية والإسلامية، والمنظمين من شركات سياحية وجمعيات أجنبية.
وقول الدكتور بأن “الحاج عندما يجد خدمة سيئة من أحد المطوفين يسيء للمملكة ولا يسيء لشخص بعينه”، فماهي الإساءة التي ارتكبها المطوف ؟
كنت أمل أن يوضح لنا الدكتور نماذج من تلك الإساءات بحكم طبيعة عمله كمشرف على قطاع التخطيط والتطوير، ويبرز الدور الذي قام به القطاع لتطوير مستوى أداء المطوفين بدلًا من ايراد هذه العبارة.
وقوله: “نحتاج إلى آلية جديدة تسمح بتطوير الخدمات والتخلص من التقليدية وإتاحة المجال لأصحاب الكفاءات في تقديم هذه الخدمة مع تشجيع ودعم الأشخاص الذين بدأوا في هذا المكان ليتطوروا ويواكبوا رؤية المملكة”، فأين هي هذه الآلية ؟
ولماذا لم تظهر حتى الآن ؟
يا اباصالح بارك الله فيك
الله اكبر أخوي احمد
أصبت وأجدت واوضحت الحقائق
للاسف البعض يتفلسف وهو عديم خبرة
جزاك الله خير وبارك الله فيك استاذ احمد حلبي وسلمت يمناك على ماكتبت واوضحت لعله يعلم قبل ان يتحدث الله المستعان
أشكرك أخي العزيز احمد حلبي على هذا الرد الرائع و تفنيد هذه الإدعاءات و صد هذة الحملة الشرسة التي يتعرض لها ارباب المطوفين فأنت صمام أمان المطوفين بارك الله فيك وفي قلمك