تاريخنا الوطني يبدأ من بداية البناء في العام ١٣١٩هجرية ١٩٠٢م حتى يومنا هذا، ويمكن تقسيم ذلك التاريخ إلى قسمين هما:
١/مرحلة التأسيس والبناء من العام ١٣١٩ حتى العام ١٣٥٢هجرية.
٢/مرحلة اكتمال توحيد المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في العام ١٣٥١ هجرية ففي ٢١ من شهر جمادى الأولى ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢م أعلن توحيد المملكة العربية السعودية، وسميت بهذا الاسم المملكة العربية السعودية.
تاريخنا الوطني لم يكن تاريخًا ماضيًا طويت صفحاته؛ بل هو حاضر نراه، ونشاهده، ونرى الأحداث فيه، ومن حوله، ونرى إنجازاته، ونرى نهضته، ورسمت معالم قوته، ونهضته، ومع هذا فإن قارئ تاريخنا الوطني يلحظ أن هناك تحديات مرت وتمر بالوطن، ويقف المؤرخ الحصيف عند ظاهرة وهي أن هذا الوطن بقيادته الرشيدة إنما هو التحدي ذاته لكل تحدٍ يواجهه؛ فخلال تأسيس الوطن كان هناك تحديات داخلية تمثل في المجتمع السعودي ذاته إذ يغلب عليه صفة القبلية، والبادية، والترحال، وتفشي ظاهرة الأمية فما كان من الملك عبدالعزيز رحمه الله إلا توطين البادية، ونشر التعليم وأنشئت مديرية المعارف عام ١٣٤٦ هجرية، والهدف نشر التعليم وبناء شخصية المواطن السعودي؛ ليكون شخصية سعودية عربية إسلامية فكان ذلك ونرى نتائج هذا حتى يوم هذا في عامنا ٨٩.
لقد كانت فترة التأسيس والبناء تمر من حولنا تحديات من هذه التحديات:
٠وجود دول عربية ما زلت قيد الإستعمار.
٠وجود عدو جاثم في فلسطين متمثل في إسرائيل.
٠حركات تحررية، وقومية، ومنها الفكر الناصري الذي أنهى الملكية في مصر و ما تلاه بعد ذلك في بعض البلدان العربية كالعراق، وليبيا، واليمن وهي حركات ترى برجعية الأنظمة الملكية الوراثية، ومع هذا كان السعودي همه بناء وطنه وعدم النظر إلي تلك الصيحات، وعدم تأثير تلك التحديات عليه فهو حديث عهد بحالة اجتماعية كانت هي الأسوأ وهو بذلك يريد البناء والنهضة والتطوير، فكان ذلك.
التحديات كثيرة ومرهقة لكثير من الدول إلا في وطني المملكة العربية السعودية كانت تلك التحديات لا شيء بل كان وطني بقيادته ورجاله، ومواطنيه هم التحدي الحقيقي نتيجة الوعي بأهمية الوطن، لقد مر الربيع العربي على بعض البلدان وكنا شعب يحتفل بيومه الوطني، وكلنا يتذكر عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه من رحلته العلاجية في أوج ما يسمى بالربيع العربي وكيف كنا مبتهجين بعودته، وأقيمت المناسبات البسيطة والعفوية دون أن يطلب من الشعب السعودي ذلك
نحن شعب يقدر قيادته، ويعرف كيف يبني وطنه، ويعرف كيف يواجه التحديات.
لكل تربوي في الميدان التعليمي عليه أن يغرس قيمة الانتماء في نفوس الأجيال التي لم تعش الحقب الماضية، ويذكرهم بأنهم عينة مصغرة للوحدة الوطنية فكل مدارسنا تحوي أبناء الوطن من جميع المناطق، ولو لم يكن لنا وحدة وطن لكنا نعيش في عصر كانت العنصرية شعاره، والخرافة ثقافته، والأعداء يستغلونه.