نظم قسم العلاقات العامة بكلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، ندوة حول “الإعلام والعلاقات العامة في خدمة الوطن” بمناسبة اليوم الوطني الـ89.
وشارك في الندوة، نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مجال الإعلام والعلاقات العامة والصحفيين الذين شهدوا على انطلاق الصحافة من مهدها ونموها وتطورها والتحديات التي تعصف بها في العصر الحديث.
وتحدث خلال الندوة، كل من الدكتور حسين النجار عن نشأة الإذاعة والتلفزيون السعودي ودورها الوطني، الدكتور أحمد اليوسف عن البعد التنموي للصحافة السعودية، والدكتور بندر الجعيد حول الدور الوطني للعلاقات العامة في السعودية: نظرة تاريخية، والدكتور محمد مساوي بشأن التواصل الحكومي السعودي في الإعلام الجديد.
وأشار إلى أن الإذاعة ساهمت في رفع الوعي ونشر الثقافة ودفع الناس وتشجيعهم على طلب العلم والمعرفة، لاسيما أن الصحف لم تكن مقروءة إلا من فئات قليلة داخل المملكة.
وأضاف: ولدت الإذاعة عام 1368 هجرية، وكان ميلادها نقلة جديدة لكل المواطنين والمواطنات الذين بدأوا يتلقون المعلومات من الراديو دون عناء أو تعب، فلعبت الإذاعة دورا كبيراً في خدمة المجتمع وانتشاله من الأمية وتسخير ساعات البث بين التعليم والمعرفة والتنمية والتوعية.
وأشار إلى أن الإذاعة في بداياتها لم تكن متوفرة إلا عند عدد قليل من الناس، وعلى الرغم من ذلك كان الأقارب والجيران يجتمعون مع بعضهم للاستماع إلى برامجها المحدودة التي لم تكن تتخطى الساعة أو الاثنتين.
ولا ينكر الدكتور النجار، تأثرها بوسائل الإعلام الاجتماعي أسوة ببقية وسائل الإعلام التقليدية، مشيداً في الوقت ذاته على بدورها الكبير على مر السنين في التعليم والتوعية والتثقيف والإعلام الإخباري والندوات والطروحات المتنوعة.
ومن جانبه، استعرض الدكتور أحمد اليوسف، البعد التنموي للصحافة السعودية منذ نشأتها ودورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، حيث قال إن الصحافة بدأت صحافة أفراد ثم تحولت إلى صحافة مؤسسات مع ظهور الخطط التنموية لمملكة واستمرت على هذا المنوال إلى الآن.
وبيّن اليوسف، أن بدايات الصحافة كانت ضعيفة تخاطب فئة المثقفين والأدباء ومملكة للبعض منهم ثم بلغت عصرها الذهبي بتحولها إلى شركات تخاطب جميع فئات المجتمع، لافتاً إلى أن هذا التضخم أصبح عائقًا أمامها الآن في مواجهة وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد أن أهم عنصر في الإعلام هو الاهتمام بالإنسان، حيث أن الصحافة تلقي اهتماما كبيراً بهذا الجانب، وتعكس الكثير من حياة المجتمع السعودي ومكوناته التي أصبحت مادة رئيسية في الصحافة اجتماعيا واقتصادياً وثقافيًا.
وبدوره، تحدث الدكتور بندر الجعيد، عن العلاقات العامة ومسيرتها في التنمية، موضحا أبرز مراحلها عالميًا وتفاصيل نشأتها في المملكة والدوافع التي أدت إلى الاهتمام بها وإفراد تخصصات جامعية مستقلة بشأنها.
وسلّط الجعيد، الضوء على نشأة العلاقات العامة في المملكة ومراحل تطورها ودورها في خدمة الوطن، ابتداء من عملها في منتصف الخمسينات لدى شركة أرامكو التي بدأت من خلال إدارة خاصة بالعلاقات ، مرورا بالجهات الحكومية التي زادت حاجتها إلى العلاقات العامة مع الانفتاح الاقتصادي الكبير على دول العالم.
وبيّن أن الحاجة زادت للعلاقات العامة على جانبين الأول من داخل المملكة إلى الخارج، حيث كان على الجهات الحكومية إبراز مكانة المملكة لدول العالم وابتعاث السفارات إليها وتنظيم الفعاليات والأنشطة التي تختص العلاقات العامة بتنظيمها لإبراز جهودها وقدراتها وإمكاناتها والموارد المتاحة فيها وسبل التعاون الاقتصادي مع مختلف دول العالم.
وأشار إلى مساهمة الإذاعة والتلفزيون في التوعية بأهمية إنشاء إدارات وأقسام في الشركات والمؤسسات للعلاقات العامة، لافتا إلى أنه قبل اطلاق التخصص في الجامعات السعودية كان يقتصر دور العلاقات العامة على إدارة المراسم والبروتوكول فقط.
واستدرك: بعد دخول المملكة وتأسيسها لجامعة الدول العربية، والأزمات السياسية والإقليمية ساعدت على إنشاء ممارسة احترافية للعلاقات العامة بالإضافة إلى الخطط التنموية التي غيرت العلاقات العامة للمملكة.
ومن جهته استعرض الدكتور محمد مساوي، دور التواصل الحكومي السعودي في الإعلام الجديد، وأبرز أهدافه التي يسعى من خلاله إلى توحيد الرسالة الإعلامية للجهات الحكومية وإبراز جهود المملكة محليًا ودوليًا.
وأوضح الدكتور مساوي، أن الهدف من التواصل الحكومي هو تعزيز الأداء الحكومي وتوحيد الرسالة الإعلامية المبنية على الثقة والمصداقية للجمهور والمجتمع وتحقيق التكامل الإعلامي بين الأجهزة الحكومية.
وأشار إلى أن التواصل الحكومي يعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الأسرع والأقرب إلى المواطنين في إيصال المعلومات إليهم، حيث أن الإحصاءات تشير إلى أن المملكة من أكثر دول العالم استخداما لمواقع التواصل، بمعدل 75% من سكان المملكة يستخدمونها تقريباً 25 مليون شخص.