سرقة الجهود الشخصية.. تعتبر من الأمور التي كثرت في الآونة الأخيرة، التي يقع فيه الفرد في عمله، بعد أن يكافح ويثابر ويجتهد ويعطي أفضل ما لديه، فيلقى كل ما عمله بجد وإخلاص، قد ذهب سدى إلى رؤسائه أو للإدارة العليا سواءً في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي أو القطاع الثالث.
يرى البعض بأنها من أكثر السلوكيات الشائعة في وقتنا الحالي، التي تنبع من أشخاص ضعيفي الهمة وعديمي الضمير، ويصعدون على أكتاف أصحاب العزم والهمم، وهؤلاء من ضعيفي الهمة وعديمي الضمير، قد حرموا من القدرة على العطاء والبذل والإبداع الشخصي في عملهم.. فاستغلت سلطتها ونفوذها؛ لتسطوا على جهود غيرهم من المكافحين والمجتهدين وينسبونها لأنفسهم، بغير وجه حق.
لهذا أرى أن من يعمل في جهةٍ ما، سواء كان متطوعًا أو موظفًا أن يعمل على مهامٍ وبنودٍ واضحة ومكتوبة، وفي حال طُلب منه عملًا خارج المهام المتفق عليها يحق له الاختيار بين القبول والرفض، وفي حال القبول يطلب إثباتًا أو إقرارًا أو تكليفًا لتلك المهمة، لكي لا تهضم حقوقه، وحتى لا يتم سرقة هذا المجهود، ويختلس هذا العمل فيتم الجحود والنكران في نهاية الأمر.
كما يحصل في أغلب الجهات والإدارات وفرق العمل من هضمٍ لحقوق الموظف أو المتطوع، فيرى عمله الذي سهر عليه واجتهد قد اقتص منه، وذهب إلى رئيسه، ثم يتفاجأ بأنهم ادعوا كذبًا وزورًا أنهم أصحاب هذا الجهد والسعي لإنجازه، ولذا اعمل ضمن نطاق صلاحياتك، وكن واعيًا حذرًا فطنًا في جميع أعمالك وإنجازاتك؛ حتى لا تتفاجأ بأن جهدك قد ذهب منسوبًا لغيرك.
وفي الختـام ،، ويوجز الكـلام ،، ويثـمر المقـام ،،
سرقة الجهود واختلاس المجهود وجحد العمل المبذول.. الذي قدمه المتفاني في عمله والمخلص فيما اؤتمن به من عمل؛ وكان ذلك نتيجة وثوقه بفطرته السوية بمن عمل معهم فلم يطلب لهذا العمل موثقًا وميثاقًا مكتوبًا منهم، ولكنه بباطنه أعطاهم أمانة فلم يحترموها وخانوا هذا الميثاق غير المكتوب فقط، لأن هذا العمل أو التوكيل لم يكن في ورقة محفوظة أو أمرٍ مطبوع، إنما كان في عميق النفوس كلمة من مسؤول فاعتٍبرت كلمة من رجل موثوق، فلم تحترم هذه النفوس كلمتها.
سرقة الجهود واختلاس المجهود وجحد العمل المبذول.. الذي قدمه المتفاني في عمله والمخلص فيما اؤتمن به من عمل؛ وكان ذلك نتيجة وثوقه بفطرته السوية بمن عمل معهم فلم يطلب لهذا العمل موثقًا وميثاقًا مكتوبًا منهم، ولكنه بباطنه أعطاهم أمانة فلم يحترموها وخانوا هذا الميثاق غير المكتوب فقط، لأن هذا العمل أو التوكيل لم يكن في ورقة محفوظة أو أمرٍ مطبوع، إنما كان في عميق النفوس كلمة من مسؤول فاعتٍبرت كلمة من رجل موثوق، فلم تحترم هذه النفوس كلمتها.
ما أقـبحه وأبـشعه وأشـنعه أن تدعي ما ليس لك به حق، وتأخذ حق غيرك بكل افتراء وتنسبه لنفسك، يا من وضعك الله في مكان عليًا؛ فكنت لمن عمل معك بغيًا مفتريًا؛ لكي تحظى بالقربى مِن مَن كان فوقك مرتبةً ومنصبًا فتنال الرفعة والمدح منهم وينتسب ذلك العمل إليك، فكنت بهذا صبيًا؛ طماعًا أنانيًا يسعى أن يحتازَ ويملك ما عند غيره من حسانٍ وعطايا الرحمن، وقال تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة آل عمران الاية(188).
أخيرًا اعمل أفضل ما لديك، وأكمل ما عندك بجدٍ وإخلاص، فعملك بنية صادقة تقربك من الرحمن، وقال خير الأنام، وقدوتنا إلى يوم الختام، وشفيعنا في ذلك المقام عليه أفضل الصلاة والسلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) ، ومن هذا الإتقان أن تطلب إثباتًا رسميًا إن كان العمل خارج نطاق ما وكلت به وقبل هذا تأكد من الاعتماد في هذا المهام أو المنصب أو الوظيفة؛ لكي لا يتم النكران.
وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والهدى إلى يوم الحساب، و أن يرزقنا هداية تملأ قلوبنا رضا وراحة وسعادة وأمانة في عملنا وحياتنا، فحياتنا ما هي إلا ساعة فنجعلها تقوى وطاعة، والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.