د. خالد محمد باطرفي

إيران بعد هجوم بقيق وخريص: حرب أم لاحرب؟!

تسعى إيران منذ بدء العقوبات الاقتصادية الأمريكية إلى إشعال حرب مع جيرانها على أمل تعطيل إمدادات النفط للعالم، رفع سعر البرميل إلى أكثر من ١٠٠ دولار، دفع الدول المتضررة إلى التدخل لإيقاف الحرب، والضغط على الولايات المتحدة لفتح باب المفاوضات بشروط أفضل.
وتصاعد الاعتداءات من حرب بالوكالة عبر أذرعها في المنطقة، خاصة الحوثي في اليمن، إلى قرصنة ناقلات النفط، وحتى الهجوم الإرهابي على بقيق وخريص، هي محاولات لتحريك المياه الراكدة التي يغرق فيها الاقتصاد الإيراني، واستعادة المبادرة في المسرح الدولي من أمريكا وأوروبا، وإجبار دول الخليج على التخلي عن التحالف الدولي، وفتح قنوات مباشرة مع طهران لمقاومة الضغوط الأمريكية عليها.
ففي الوقت الذي يمارس فيه الحرس الثوري أشد الضغوط العسكرية على خطوط الملاحة والمضائق الدولية والأمن الإقليمي، تواجه المؤسسات السياسية والدبلوماسية الإيرانية العالم بوجه أقل تشددًا وأكثر انفتاحًا، وبلغة تعتمد مصطلحات السلام والتعاون وحل الخلافات، فيما تسعى سرًا إلى فتح قنوات التفاوض مع أمريكا والسعودية، عن طريق وسطاء كفرنسا والكويت.
أمريكا وحلفائها في المنطقة يدركون أبعاد الإستراتيجية الإيرانية وأهدافها، ولذلك يسعون إلى تجنب الصراع العسكري حتى تؤتي المقاطعة ثمارها، وتجبر الملالي على القبول أو التفاوض حول الشروط الاثنى عشر الأمريكية.
سياسة ضبط النفس قد تنهار مع التصعيد الإيراني الأخير، وقد تفرض سياسة مواجهة مختلفة. فاستراتيجية الدفاع قد تتحول إلى هجوم، وفي هذه الحالة هناك خيارات ثلاثة.
الخيار الأول: تنفيذ هجمات محدودة ضد أهداف مماثلة، كمصافي ومعامل وآبار نفطية، على مبدأ (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص).
الخيار الثاني: الرد الساحق الماحق، الذي قد يشمل المنشاءات النووية والصاروخية والرادارية، إضافة للموانئ والمطارات والقواعد العسكرية.
الخيار الثالث: ضرب مراكز ومخازن وتجمعات الحرس الثوري والمليشيات العربية التابعة له خارج إيران، كما تفعل إسرائيل. ودعم المعارضين في الداخل الإيراني، كما تفعل إيران. وتعطيل الشبكات والمحطات العسكرية والأمنية والنفطية بهجوم إليكتروني سايبراني عليها.
وفي كل الأحوال، سيحرص الحلفاء على تحصين الجبهة الداخلية، وتأمين مياه الخليج العربي وبحر عمان وباب المندب، من ردود الفعل الإيرانية المحتملة. والحفاظ على توافق دولي قوي ضد سلوكيات إيران يشمل حلفائها التقليديين كروسيا، والصين، والهند وحتى العراق.
العالم ينتظر ما ستعلنه السعودية من نتائج التحقيقات، وأدلة المسؤولية الإيرانية المباشرة، وما سيكون عليه الرد، ويده على قلبه وجيبه .. ولا أتوقع أن يطول الانتظار.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button