يقول خالد الفيصل لأهل السفر غاية وأنا غايتي غير …. ويقال إن في الأسفار سبع فوائد، وأنا أقول إن في سفرة المدينة المنورة مع رافق الحرف والقلم رموز الإعلام السعودي سبعين فائدة.
رحلة المدينة المنورة المتزامنة مع أسبوع الأفراح في أنحاء الوطن بمناسبة ذكرى يومنا الوطني 89 شيقة وممتعة وفيها غذاء روحي وغذاء فكري وفيها نغمة “إعلاميون” الجديدة، وفيها تفرد في أشياء وأشياء ….. التفرد يكمن في شخوص الاستقبال والضيافة،وفي مقدمتهم المستضيف رجل الأعمال الشيخ عبد الغني حسين فقد شاهدنا وقابلنا وسمعنا عن رجال أعمال سعوديين كثر، ووجدنا هذه الشخصية متفردة فعلًا ومختلفة في كل شيء فلديه قدرة عجيبة على الغوص في أعماق مجالاته التجارية، ومحاولة إلمامه بكل الجزئيات بطريقة تثير الدهشة رغم بلوغه للخامسة والثمانين من العمر –المديد إن شاء الله –، الأجمل في هذه الشخصية المتفردة ارتفاع نسبة الأعمال الخيرية والإنسانية أعلى بكثير ممن عرفنا ممن أفاء الله عليهم من خيرات هذا البلد، بل لا أبالغ إذا قلت إن عبدالغني حسين يتصدر القائمة الخيرية لو كان هناك تقييم منطقي ودقيق.
الشخصية الثانية التي دخلت ذاكرة رفاق الدرب هو الدكتور محمد أديب عبدالسلام الذي يعتبر أخطبوطًا، بل من دهاة العرب، ففي المجالات المعرفية يعتبر مكتبة متحركة، وفي المجال الاستثماري من كبار القوم على الصامت، وفي الخصوصية داهية أيضًا يكفي أن لديه ثلاث زوجات في منزل واحد ويعيش بينهم هارون الرشيد بمبادئ ديمنج رائد الجودة الشاملة، وفي مجال العلاقات لديه شبكة هائلة تكشف قدراته في صناعة العلاقات المتنوعة والثرية، أما في الجانب الخيري فقد اكتشفت جهوده في هذا الجانب؛ ولأن المجالس بآدابها فقد أشرت ولم أفند.
تعالوا للصندوق الأسود للمناسبة كلها وائل توفيق الذي قاد منظومة العمل بتفانٍ وإخلاص وعطاء بدون حدود، بل يعتبر نموذجًا للشاب السعودي الذي يصل إلى أعلى درجات الجودة الإنتاجية من أقصر الطرق وبهدوء ورقي، الجولة على المواقع الدينية التي زرناها والمشاريع التي شاهدناها لرجل الأعمال عبدالغني حسين، وعلى مستوى الميدان فقد زرنا مركز البحوث، ورفع منسوبو الهيئة الملكية بينبع بعد عرضهم وتأطيرهم للزيارة نسبة التفاؤل بالوصول الفعلي لخطة التحول الوطني 2020 واستراتيجية الرؤية 2030، وفي ذات السياق كانت زيارتنا الميدانيةلمحافظة بدر الجنوب ممتعة ومفيدة، وكان المحافظ خالد الضويان نموذجًا آخر للجيل الجديد المواكب للتحولات الاجتماعية التي تسير عليها السعودية في زمن الحزم والعزم.
زرت إلى الآن أربع وأربعين دولة وأكون عاشقًاللسفر والترحال والتوثيق، لكن هذه الزيارة مختلفة عندي في عمقها الثقافي وروعتها المعرفية وشموليتها الفكرية وتفردها على مستوى الشخوص، وكان عزف نوتة المواقف ذو شجون حيث التقيت بشاب بشوش يعمل مذيعًا بصوته القوي “عبدالله عطاء“، وأثناء حديثي معه اكتشفت أن أبها جزء أساسي من مشوار حياته فهو ابن الشيخ عبيدالله الأفغاني الذي ترك إرثًا عظيمًا في الأجيال التي عاشت وتعايشت معه في حلقات القرآن، وكان ولا يزال في ذاكرة أهل المنطقة غفر الله له.
من المواقف أيضًا أثناء استقبال الوفد في الهيئة الملكية بينبع تعرفت على الشاب وليد إسكندراني وسألته عن مرافق الطفولة محمد إسكندراني وعن أشقائه فأكد لي أنهم أبناء عمومة، وعندها عادت بي الذاكرة لما قبل أكثر من خمسين عامًا، وهي آخر مرة شاهدتهم وحملته سلام المودة لهم.
عمومًا هذه الرحلة متفردة وممتعة ودرجة الانسجام بين رئيس الوفد الدكتور سعود الغربي وبقية الأعضاء، ومن ضمنهم رفيق الدرب الدكتور صالح الورثان كانت عنوانًا صادقًا لصفاء النوايا وطيب المعشر ودليلًا واضحًا على معرفة أسباب نجاح الجمعية وتحقيقها الأهداف المرسومة التي رفعت قيمتها كمحتوى إعلامي يسابق الزمن عطاءً وإبداعًا ووسعت مكانتها في كل الجهات الأصلية والفرعية والدليل فرع المدينة المنورة الرائع في كل شيء.
أكذب الصدق ثناء المرء على نفسه؛ لذا توقفت عن سرد مواقف وعطاء وٱبداع فريق عمل “جمعية إعلاميون”، وسينصفهم الزمن الذي لا يكذب ولا يتجمل.