تطلق بعض الإدارات التعليمية في بعض مناطق المملكة مبادرات متنوعة ذات عناوين براقة، وتبث عبر وسائل الإعلام ولكنها ماتلبث أن تذهب هذه المبادرات أدراج الرياح بعد رصد ميزانيات كبيرة، وإمكانيات إدارية ضخمة، أخذت الكثير من الوقت والجهد للأسف. وكأن المقصود من العملية التربوية، والتعليمية البهرجة الزائفة، وكأن الطالب ليس المقصود من قيام وزارة بأكملها من أجل أن يتقن المهارات الأساسية في المراحل الأولية، وأن يتزود بالعلوم، والمعارف الحديثة بالمراحل المتقدمة. بل من المفترض أن يتزود بالدورات التدريبية داخل مدرسته ولو بصورة مبسطة؛ لتعطيه صورة مشرقة عن المستقبل من حيث توفير المعلومات، والتكيف مع التطورات، ووضوح الواقع، مع تعويده على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، وتغير السلوك الشخصي للأفضل عموما.
ولتأكيد أهمية المبادرات التعليمية الجادة كانت تجربة لمبادرة سابقة لإحدى المدارس الحكومية عبارة عن مبادرة ذات صلة وثيقة جدا بالمنهج الدراسي تحت عنوان “مبادرة التحصيل الدراسي” كان المشرف على أعمالها معلم يحمل شهادة الدكتوراة بذل كل مايملك من خبرات، وتجارب؛ في سبيل نجاح المشروع التعليمي. وهي مبادرة ستكون نقطة انطلاقة تعليمية بارزة في حال استمرارها مستقبلا. وهي بالمناسبة تتوافق تماما مع تطلعات الوزارة في الوقت الحالي من خلال حصر المبادرات بكل مايلمس الواقع الدراسي. وحقيقة مثل هذه المبادرات يفترض أن تدعم من قبل الإدارة التعليمية بتعزيز الإيجابيات، و تلافي السلبيات، وأن تقيم لاحقا من قبل فريق علمي مختص، وليس مجرد انطباعات شخصية سواء في الثناء المستحق للمشروع، أو النقد الهدام.
إن من المأمول من كل إدارة تعليمية عدم السماح للمكاتب، أوالمدارس الحكومية والأهلية على حد سواء بمبادرات وقتية، لاتحمل أهداف ذات عمق، ويكون أقصى غايتها البحث عن إطراء إعلامي في المجتمع المعرفي، ولاتقدم أي جديد، أو مفيد في المناهج الدراسية. وفي المقابل دعم كل مشروع تعليمي صاحب رؤية متميزة يخدم العملية التعليمية، ويكون ذا أثر إيجابي على الطلاب محور اهتمام التعلم. وعلى كل حال كلما مااستشعر المعلم، أوالقائد، أوالمسؤول عظم الرسالة التي يحملها، وتمسك بكل مبادئها الواضحة، وقيمها الراسخة كلما كانت المبادرات المبتكرة، والطموحة تصب في محيط الأهداف المخطط لها بدقة. فهل نتفاءل بأن نرى في الميدان مبادرات تعليمية متتالية تتميز بالقوة، والجودة، والاستمرارية، والفائدة المرجوة هذا مانأمله.
لقد اسمعت لو ناديت حيا…
ولكن لاحياة لمن تنادي ..
كل الشغل ارتجالي وبدون تخطيط