يعد مشروع قطار الحرمين السريع أحد أضخم مشاريع النقل في الشرق الأوسط، لكونه أحد العناصر المهمة في برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030، إذ يربط المشروع المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) مرورًا بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
إذ دشّن هذا المشروع العملاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -في يوم الثلاثاء ١٥ محرم ١٤٤٠هـ، الموافق ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨م بمحطة السليمانية بجدة التي تحتضن سكة من أضخم السكك الحديدية الكهربائية بطاقة استيعابية تبلغ 60 مليون مسافر سنويًّا، وبسرعة تشغيلية تصل إلى 300 كلم/ ساعة، وتكلفة إجمالية 63 مليار ريال سعودي.
إذ يعتبر هذا المشروع الرائد أسرع قطار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتكون من 35 قطارًا، وكل قطار يحتوي على 13 عربة، وتبلغ سعة كل قطار 417 مقعدًا، وله خمس محطات: محطتان في مكة والمدينة، ومحطة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومحطة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وأخرى في حي السليمانية بمحافظة جدة.
وقد تزامن افتتاح المشروع مع اليوم الوطني للعام الماضي.
وفي يوم الاثنين الأول من صفر ١٤٤١ هـ. أعلن الدفاع المدني اندلاع حريق شاركت به 92 آلية، تمت (السيطرة عليه) بعد أن التهمت النيران كل محتويات الطابق الثاني فما فوق، ناسفةً جهود النجاح التي تحققت خلال العام الماضي، إذ تحولت الصالات التي شُيدت على أعلى مستوى من التقنية إلى أكوام من الرماد، متسببة في توقف عمل القطار الذي كان شريانًا دينيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وسياحيًا؛ لكون محطة السليمانية منطقة عبور.
وهنا تُطرح التساؤلات التالية:
كيف غاب على الشركة المنفذة الأخذ بأعلى معايير الجودة في الأمن والسلامة؟!
هل كان يحتاج الدفاع المدني لتلك الساعات الطويلة لإخماد الحريق، مع الأخذ بالاعتبار العدد الكبير في الآليات المشاركة؟!
بعد أن التهمت النيران كل محتويات الطابق الثاني فما فوق من المحطة، هل يسمى ما قام به الدفاع المدني سيطرة كما جاء في إعلانه ؟!
ماسبق من تساؤلات وغيرها ستجيب عنها التحقيقات، إذ أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صدور توجيهات بتشكيل لجان للتحقيق في اندلاع النيران، ومعرفة السبب، ومن ثم رفع النتائج لمقام خادم الحرمين الشريفين(حفظه الله ورعاه ) لاتخاذ ما يراه مناسبًا.