المقالات

جُنود السماء

حماية البلدان غريزة فطرية منحها الله للبشرية مذْ أنْ خُلِقَت ، فالحدود متنوعة ، فهناك البرية ، والبحرية ، والجوية ، والدولة القوية هي التي تراعي مكامن الخطر فتتخذ الحذر ، والجيوش التقليدية إنما تسلّط الأضواء على العدة والعتاد على الأرض ، وتكون بذلك القوة القاهرة لأي جيش في تفوقه العددي وعتاده ، ومنذ أن تأسست المملكة العربية السعودية وقادتها حريصون على أمنها وأمانها ؛ بل تكاد أن تكون الدولة الوحيدة التي تعتمد على أبنائها للدفاع عنها ، وذلك بالمقارنة بالدول الأخرى التي تستعين بالمرتزقة ،وقطّاع الطرق ، وأرباب السوابق ، ومصاصي الدماء بمختلف أعراقهم ، وجيشنا ولله الحمد والمنّة قوي بإيمانه ، يستمد العون من الله ثم توجيه القادة الذين حباهم الله الحكمة والتعقل ، ولأجل ذلك تكوّن عندنا جيش سلاحه الإيمان ، ودرعه حصانة التوحيد ، وبأسه ﴿واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ﴾ ، ولواؤه الذي لا ينكّس ﴿ فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين﴾ .

وبما أننا في شبه قارة مترامية الأطراف ، والأعداء يتربصون بنا الدوائر ، إلّا إنّ أعين الأبطال لا تنام ولا تطرف ، متخذين من شعار ” وعين باتت تحرس في سبيل الله ” أروع شعار ومحل العظمة والفخار .

إن قطاعاتنا العسكرية لتفخر بأحفاد الصحابة وهم يسطرون أروع الملاحم في سبيل الله ثم الوطن ، وما ينقل لنا ما هو إلّا غيض من فيض ، توشح بها أبناء جزيرة العرب من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ، كل فرد منهم يقدم روحه فداءً للدين والوطن .

إن أولئك الذين يقاتلون ببسالة على الجبهات هم في الحقيقة مناط الشرف والكرامة ، ولا ننسَ الجنود المجهولين في دفاعتنا الجوية ، فهم بحق أسود السماء ، وصقور الفلك .

نعم إن الدفاع الجوي السعودي ليعد مفخرة لكل عربي ؛ بل لكل مسلم ، فالأعداء يقذفون بحمم حقدهم الدفين على وداعة البلد الأمين ،ولكن كيف يتم إعداد أبطال الوغى وجنود السماء ؟
إن حكومتنا الرشيدة – حفظها الله وأيدها – ما فتئت تبني القدرات الدفاعية بكل طاقاتها وبأحدث التقنيات وأكثر الأسلحة تطورًا ، فأبطال الدفاع الجوي الذين يتخرجون من المعاهد لهم إعدادهم الخاص ويقوم على ذلك رجال مخلصون ، كما أن صرح كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي له اليد الطولى في ردع العدو بكفاءة رجاله الأوفياء ، فحماية الأجواء من صواريخ العدو تحتاج إلى جهد مضنٍ ، إلى جانب الكفاءة في الأداء ، وكذلك حماية المنشآت الحيوية ، ولأجل ذلك يتولى القيادة والسيطرة أسود الوغى ، لبناء جيل واعٍ ، فيتم إعدادهم بدنيًا وذهنيًا وعقديًا ، فحقًا إن الرجال القائمين على إعدادهم ليشار لهم بالبنان ، وهم لا يقلون عن المرابطين على الجبهات ، لأنهم في رباط مع الله ، وإخلاص للوطن ، وتزكية للنفوس .

فيا وطني لك الحق في الفخر بأبنائك ، ومن يجهزهم ، عملًا بحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم (من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا) .

Related Articles

3 Comments

  1. نسأل الله أن يحفظ الوطن وأن ينصر جنودنا البواسل على الحدود وأن يديم علينا الأمن والامان بوجود قيادتنا الرشيدة سلمان الحزم ومحمد العزم ونشكر الدكتور نايف على هذا المقال المفعم بالروح الوطنيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button