المقالات

قاهر الخوارج ، والي “خراسان” ابان الحكمي الزهراني

منهم شيخ الائمة والمحدثين بشر بن عمر

الحمد لله ، والصلاة والسلام على ، نبينا محمد وعلى اله ، ورضي الله عن صحابته اجمعين ، والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد:
فقد اطلعت على من سبقني من المؤرخين ، ولم اجد إشارة لشيخ الرواة وإمام الأئمة بشر بن عمر الحكمي الزهراني الأزدي . عدا التبيان في انساب زهران فقد ذكره المؤرخ العلامة الشيخ علي بن محمد بن سدران في الصفحة ١٦٥ وقال : هو الامام الحافظ بشر بن عمر الزهراني ثم تحدث عن اعماله وافضاله ، ولكن الشيخ لم يتطرق الى جده الحكم بن عقبة الزهراني الأزدي ، وهو الذي لم اجده كذلك في كتاب قبيلة بني كنانة للمؤرخ الاستاذ القدير قينان بن جمعان الزهراني خصوصاً وان كتابه يختص بقبيلة بني كنانة حيث لم يتم التساؤل على الاقل عن والي خراسان ابان بن الحكم الزهراني ولا بشر بن عمر بن الحكم .

كذلك الحال لدى المؤرخين الافاضل مثل ا.علي السلوك والأستاذ احمد بن علي الزهراني وغيرهم .

وقد بحثت في بطون امهات الكتب والمراجع فلم أجد إسم “الحكم ” في انساب قبيلة زهران في جميع البلدان سوى الحكم المعروف لدينا ببني كنانة ، وهذا قد يؤصل ايصاً اسم الأب للحكم وهو عقبة الزهراني الازدي ، ولذلك اردت هنا ان اجعله ميداناً ، للبحث والتأصيل ، بين يدي المؤرخين، لا للمجادلة بغير مراجع ، ولا لمجرد إثبات الذات ، فلعل هذه الإضاءة كذلك تجعلنا نصل إلى ما بعد عقبة وهو كدادة وربما جاء الاسم تصحيفاً من قتادة لصعوبة نطقة عند العامة .

وبالتالي فإنني احسب ان النسب هو الحكم بن عقبة بن كدادة (قتادة) بن كنانة بن عامر بن حفين بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران .

وبنو الحكم اليوم فخذ من كنانة بن عامر ، عرفوا قديما بالشراسة في القتال وحدة الطبع والبسالة في خوض المعارك ، كما انهم يحافظون على سلامة اللغة الفصحى فكلماتهم الفصيحة لم تتبدل .

ولحقيقة انني اردت هنا ان اشير مجتهداً الى ورود اسم علم لاسماء قادة وحفاظاً، وتابعين ،ومحدثين يحملون في نسبهم هذا الاسم (الحكم ) والذي لم يتكرر لسواهم في تاريخ قبيلة زهران عموماً .

وسناخذ منهم نموذجين فقط لشخصيتين عظيمتين
اولاً : والي خراسان قاهر الخوارج ، ابان بن الحكم الزهراني :
خراسان الكبرى منطقة جغرافية واسعة. من الناحية التاريخية: يشمل إقليم “خراسان الإسلامي” شمال غرب أفغانستان وأجزاء من جنوب تركمانستان، إضافة لمقاطعة خراسان الحالية في إيران. من مدنه التاريخية: حيرات ونيسابور وطوس وبلخ ومرو. وكان إقليم خراسان الساساني أصغر حجماً من خراسان الإسلامية، عندما اضطربت خراسان فيما كان الخلفاء في العصر الأموي منشغلون في معالجة الخوارج الذين عثوا في الارض فساداً .

كان والي خراسان حينها نصر بن سيار الليثي الكناني العدناني آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان والياً محنكاً حازماً. فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع، ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة، فلم يمده بأحد لأنه كان مشغولا بمجالدة الخوارج في العراق فاستغاث بآخر خلفاء بني أمية في دمشق مروان بن محمد. وأعلمه حال أبي مسلم الخراساني، وخروجه، وكثرة من معه، ومن تبعه. وأخبره بغوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة، إن لم ينجده بمدد من عنده. فكتب ينذره ويحذره شعراً:

أرى تحت الرماد وميض جمر..
ويوشك أن يكون له ضرام ..
فإن النار بالعودين تُذكى ..

وإن الحرب مبدؤها كلام ..
فإن لم يطفها عقلاء قوم ..
يكون وقودها جثث وهام ..
فقلت من التعجب ليت شعري ..
أأيقاظ أمية أم نيام ..
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ ..
وإن رقدت فاني لا أُلام ..
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً ..
فقل قوموا فقد حان القيام ..
ففرّي عن رحالك ثم قولي ..
على الإسلام والعرب السلام ..

بعد ذلك استنجد بالأزد وولى ابان بن الحكم الزهراني الازدي على خراسان وكان ذلك نهاية السلالة الاموية وبداية عهد الحاكم الجديد ابان الحكمي الزهراني الأزدي حيث خاض بجيوشه معركاً ضارية ضد الخوارج المعتدين واتباعهم حتى طهر خراسان وحكمها وكانت ولايته بعد نهاية عهد الدولة الاموية فبعد ان ولى ابان كان نصر آخر حكام الدولة الاموية في خراسان وبريق عهد جديد للحكمي الزهراني الازدي القائد المحنك الذي جالد سفهاء الخوارج ، وأدبهم . وابادهم (١) .

ثانياً : الإمام الحافظ الثقة شيخ البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وغيرهم ، وحجتهم روى عن انس بن مالك ولازمه طوال حياته ، وهو بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني الأزدي .
جاء عند العسقلاني : بشر” بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني الأزدي أبو محمد البصري. روى عن شعبة ومالك وهمام وأبان وحمادبن سلمة وعكرمة بن عمار وأبي معاوية الضرير وغيرهم. وعنه إسحاق بن راهويه والحسن الخلال وزيد بن أخرم والفلاس وأبو موسى والذهلي وجماعة. قال أبو حاتم: صدوق”, وقالابن سعد توفي بالبصرة سنة “207 وكان ثقة”, وقال ابن حبان في الثقات مات ليلة الأحد في آخر سنة ست أو أول سنة سبع قال وقد قيل سنة تسع. قلت:
بقية كلام ابن سعد في شعبان وكذا أرخه القراب وقبله ابن زبر وقال العجلي: “بصري ثقة” وقال الحاكم: “ثقة مأمون”.(٢)

قرية القفرة (بالحكم)
قرية دار المسيد (بالحكم)

المراجع:

(١) : اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 7  صفحة

(٢): اسم الکتاب : تهذيب التهذيب المؤلف :
العسقلاني، ابن حجر
الجزء : 1  صفحة

*وانظر ايضاً :*

المرا جع التالية :

اسم الکتاب : مغاني الاخيار في شرح اسامي رجال معاني الاثار المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

المرجع :
اسم الکتاب : الطبقات الكبرى – ط العلميه المؤلف : ابن سعد    الجزء : 7  صفحة

(اسم الکتاب :
المعارف المؤلف :
الدِّينَوري، ابن قتيبة
الجزء : 1  صفحة : 521

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى