د. فاطمة عاشور

لو لم أكن…

حين حدد هذا اليوم كتكريم عالمي للمعلم، تساءلت عن سبب تخصيص هذا اليوم بالذات، و راودتني رغبة عارمة في امتلاك الحق إلى تغييره إلى تا يخ آخر هو يوم بعثة رسولنا الكريم نبيا للأمة حيث كانت كلمة البدء هي مدفع بدء للتعليم و ترغيب في التعلم و تحفيز على قراءة الحرف و المشهد والفكرة،. و الحبيب الشفيع هو المعلم الأمثل والنموذج الأكمل للمعلم كما يجب أن يكون، هذا فيما يخص التاريخ أما المعاني التي يدلل عليها هذا اليوم فذات شجون، فالمعلم هو ذاك العنصر الفاعل الذي يحمل الفكرة و المعلومة والفائدة ويمنحك إياها على طبق ، ويتفاوت هذا المنح فهناك من يقدمها على طبق من ذهب و آخر من نحاس و آخر يلقيها بلا ترتيب و لا إجادة وهذا مايميز معلم عن سواه، وفي يوم المعلم هذه هديتي لي – من قضيت نصف عمري تعليما – ولكل من علم واجتهد وأخرج جيلا..

(المقامة المخملية في رسالة المعلم الأبدية)
كتبت المعلمة ذات الخمسين..
فاطمة بنت عبدالله الأمين..
في يوم المعلم العالمي..
مقالا يجاذب البوح الشجي..
آه لجمالك يا مهنة التعليم..
حيث المعلم رسول المعرفة العظيم..
كيف لا أحبك يا موقف التدريس..
و منذ الصبا أقفك باذلة النفيس..
لا أحصي كم من مرة فسرت صعبا وغامضا ..
ولا أحصر كم غاب نفسي و أنا أروم توضيحا عارضا..
كم أهوى الوقوف لأنثر من جعبتي الدرر..
وكم تأسر قلبي العيون الشاخصة بتعبير الشغف العطر..
العلم يسكب داخلي من اللجين قصيدا..
و أنا بدوري أغزل المخزون للمريدات نضيدا..
ما وجدت أجمل من التعليم مفازا..
مهنة الأنبياء تصنع الأجيال اعتزازا..
لكن هموم المعلم كثيرة و ثقيلة..
ووزارة التعليم لها في ذلك حملا ثقيلا..
ضاع بالتعميمات من المعلم هيبته..
وصارت الأحمال تلقى على عاتق وتكبته..
والجيل يأتي من إفراز خيبات منصات التواصل..
معظم النشء تربى في حضن خادمة وشاشة تراسل..
صار حب الشهرة في مجتمعنا هما ..
والكل يبغي الظاهر و المحتوى عدما..
يا أيها الأب و الأم الرائع ين البواسل..
الله الله بتربية النشء على الفضائل..
صار العلم آخر اهتمام الجيل بل..
ملئت الأجواء يقينا بالسخف المرتل..
لكن نظل نجاهد فالمهمة في أعناقنا لأمانة..
و نغرس التغيير حتى نصل برا به محيانا..
إنما تعلو الأمم بالعلم و الإبداع..
لامكان لقوم فاتهم مركب الصناع..
لكن نهيب بالوزارة أن يكثروا المدخول…
ومسكنا وزيادة وتأمينا من المجهول..
كدنا نصادر عقلنا من كثرة الإنهاك..
عاما بعد عام نذوب كشمعة المتباكي..
هذه مهمتنا نظل نضيء مشعلا وهاجا..
و نقود بلادنا حتى تكون للعلو سراجا..
عاش المعلم سالما في حقل المدارك ..
فلو لم أكن معلما لتمنيت أن أكون كذلك..

د. فاطمة عاشور

أستاذ مساعد بجامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى