لماذا يوجد يوم عالمي للمعلم، ولا يوجد يوم للطبيب وللمهندس وللجندي ولا لبقية العاملين في شتى المجالات؟
الجواب الذي يتبادر سريعًا للذهن؛ لأن المعلم هو من علّم الطبيب والمهندس والجندي وغيرهم. وهذا حق، لكن أليس الطبيب هو من يعالج المعلم والمهندس والجندي والأمير والغفير، أو ليس الجندي من يقوم بحماية الأرض والعرض، ويدافع عن المعلم والطبيب والمهندس وجميع أفراد المجتمع، ألا يستحق هؤلاء وغيرهم يومًا للاحتفال بجهودهم وتضحياتهم؟ الكل يستحق بلا شك. إذن لماذا المعلم على وجه التحديد؟ والجواب السريع الذي أعجز عن تجاهله؛ لأن هذا اليوم وهذه الاحتفالية لا تكلف شيئًا ولا تقدم جديدًا.
وتفصيلًا: ما الذي يقدمه هذا اليوم للمعلم تحديدًا؟ سواء أكان المردود وظيفيًا أو معنويًا أو ماديًا؟ لا أجد شيئًا ذا قيمة سوى بعض النشاط التجاري في محلات بيع الزهور ومحلات بيع الحلويات والشوكلاتة يستفيد منها التجار، ويتحمل عبئها المادي أولياء الأمور الذين يستجيبون لضغوطات أبنائهم وبناتهم فيدفعون من ميزانياتهم ما لا ينفع المعلم ولا الطالب.
أما أصحاب (المولد) أخونا المعلم وأختنا المعلمة فشغلهم الشاغل 24 حصة في الأسبوع يلهثون من فصل لفصل لإشغالها، ناهيك عن حصص الانتظار، والإشراف على الطلاب خلال اليوم الدراسي، وطابور صباحي ونشاط لا منهجي واختبارات وتصحيح وإدخال الدرجات إلى غير ذلك من المسؤوليات التي تحاصره من كل جانب.
وماذا عن يومهم العالمي؟
سيكون فوق توقعاتي لو كان جميع المعلمين في مدرسة واحدة يعلمون بهذا اليوم، وإن علموا فقليل جدًا منهم من يهتم به، ويتحدث عنه.
سيكون فوق توقعاتي لو كان جميع المعلمين في مدرسة واحدة يعلمون بهذا اليوم، وإن علموا فقليل جدًا منهم من يهتم به، ويتحدث عنه.
جميعنا يعلم أن هذه الاحتفالية الشكلية لن تنفع معلم أخطأ خطأً ولو بغير قصد، وسيجد من العقوبات الإدارية والمالية ما ينسيه باب مدرسته، ولن يشفع له يوم المعلم العالمي لو انفعل وضرب طالبًا ولو بقصد التأديب، ولن يتم تقديم دور انتظار المعلم في مراجعة المستشفى للعلاج، وعليه تأمين حصصه إن كان موعده أثناء الدوام، أو عليه الركض للمستشفى بعد نهاية الدوام والبقاء بها إلى أن يشاء الله.ما يحتاجه المعلمون غير الاحتفال باليوم العالمي هو التأهيل العلمي العالي بدورات متطورة وبرامج متقدمة، ومن مراكز متخصصة ومرموقة، وفي أجواء مشوقة وبمكافآت تشجيعية، فتطور المعلم ينعكس مباشرة على تطور البلاد ونهضتها.
يحتاج المعلمون لنقابة تتحدث باسمهم، وتنقل معاناتهم، وتبحث لها عن حلول، وتدافع عن حقوقهم وتوصل مقترحاتهم لنهضة التعليم وتقدمه.
يحتاج المعلمون لقليل من التقدير في الجهات الحكومية التي يضطرون لمراجعتها، فتوفير أوقات المعلمين يصب أولًا وأخيرًا في مصلحة أبناء المجتمع.
يحتاج المعلمون لحق العلاج في المستشفيات الجامعية ولو للحالات الحرجة، فكما تشاركنا مع التعليم العالي في وزارة واحدة فلمَ لا نشاركهم في الخدمات والمميزات التي يحصلون عليها.
يحتاج المعلمون لتوفير الأدوات التي يستخدمونها في تعليمهم بدلًا من اضطرارهم لتوفيرها من رواتبهم، وكلنا يعلم أن المعلم ذو دخل ثابت ينقص دخله بالحسميات، لكن لا أمل أبدًا بزيادة يحصل عليها تحت أي بند.
أتمنى أن لا يكون يوم المعلم العالمي يوم يتحسر فيه المعلمون على أحوالهم لا أكثر، وكل معلم قدر له قراءة مقالتي في الصباح تجده الآن يحث الخطى تجاه فصله وطلابه ومنهجه ويتمتم في نفسه يا ليل ما أطولك ..
المعلم هو كل شخص يعلم الناس الخير ومن يستغفر له الكون كله
المعلم نبض الوطن والقلب الذي يضخ المعلومات ويغذي وينمي فكر الانسان
تنهض الامه بفضل الله وجهوده
كن مشجعا ولاتكون محبطا
يجب علي كل معلم ومعلمه ان يفخروا بما يقدموه للمجتمع من مخرجات نشير بها البنان
ونحن نفخر بكل معلم علم و ربي اولادنا وسلك لهم طريق الجنه
علم ينتفع به باذن الله صدقه جاريه للمعلم الي يوم الدين
أحيي أخي وزميلي الأستاذ والمربي والقائد التربوي السيد طارق فقيه، صاحب الخبرة التربوية والممارسة القيادية، في الميدان التعليمي التربوي في مدارس التعليم العام ، فقد ناقش وحلل نتائج وآثار هذه المناسبة الاحتفالية السنوية للمعلم، ورغم ضعف جدواها، كما بين، إلا أرى أن بقاءها والعمل على تطويرها بأفكار منيرة وثاقبة، قد يُنتج ثمرات تعود على المعلم بالفائدة ولو مستقبلاً ، خاصة وأن معالي وزير التعليم وفي تصريح حديث له طلب حصر التكريم للمعلم المتميز وتوديع المعلم المتقاعد في يوم المعلم.
مشاركة متواضعة مني في يوم المعلم على حسابي بتويتر:
#يوم_المعلم_العالمي_2019
أخي المعلم المخلص، أنت مصباح يضيء طريق الأجيال، و مناراً يهتدي به طلاب العلم. فعلَّم وارتقِ بتلاميذك فمهنتك لا يماثلها مهنة ما.
https://twitter.com/alsharifmh/status/1180612484992028672