السؤال الصعب الذي يفرض نفسه اليوم بعد مرور ستة عشر عامًا على تخلص شيعة إيران مما زعموه بمظلمة صدام حسين والصعود سياسيًا بدعم أمريكا، وتسلطهم على مقاليد العراق هو أين وصلوا بالعراق ؟!
ماذا قدم معارضو صدام حسين للعراقيين غير الفساد والقمع و القهر؟!
العملية السياسية التي وضع بذرتها الفاسدة الأمريكان انتهت إلى قتل العراقيين في البيوت والشوارع، وسرقة أموالهم وإفقارهم وما تصاعد انتفاضة الشعب العراقي، رغم ارتفاع عدد القتلى إلا تأكيد على عودة الوعي للعراقيين العرب سنة وشيعة، واكتشافهم حقيقة الطبقة السياسية الفاسدة، ومراجع الدين الذين يتاجرون بآلام العراقيين، واختطفوا الدولة، ورهنوها لمصالح أفراد متنفذين ولائهم للخارج.
المتظاهرون الذين يملأون شوارع العراق مطالبهم بسيطة، ويرجون الحد الأدنى من حقهم في ثروة العراق، ولكن حكومة عادل عبد المهدي التي تقف وحيدة و متخبطة تبرر الإخفاق والفساد المتراكمين منذ سنوات بأنها لا تملك عصا سحرية؛ لإنهاء مشاكل العراق المزمنة خلال عام ؟! وكأن هذه الحكومة ليست امتدادًا لتيار أتباع إيران منذ ميلاد العملية السياسية على يد الأمريكان؟!
دور رجال الدين الشيعة غير العرب في العراق كان مخزيًا، ولايزال تآمريًا ومؤخرًا كشف تحقيق استقصائي قامت به بي “بي سي عربي” بشكل سري عن مكاتب للزواج يديرها بعض رجال الدين في مناطق قريبة من بعض الأضرحة المهمة في العراق، وكان معظم رجال الدين الذين جرى الاتصال بهم بحسب التقرير على استعداد لتقديم “زيجات متعة” لفترات قصيرة جداً، قد لا تتجاوز الساعة أحيانًا للتمكين من ممارسة الجنس، بل وكان بعضهم على استعداد ليس فقط لتسهيل حصول الزبون على نساء وشابات، بل أيضًا على فتيات قُصّر وأطفال لا يتجاوز أعمارهنّ تسع سنوات، والغريب أن المتحدث باسم الحكومة العراقية قال لبي بي سي عربي: “إذا لم تقدم النساء أي شكوى للشرطة ضد رجال الدين، فمن الصعب على السلطات التصرف”؟!
العالم يقف متفرجًا، وترك العراق لمصيره، لكن النشامى وأحرار العراق يستطيعون إيقاف تدهور الأوضاع للأسوأ، والخروج بالعراق من هذا النفق المظلم.