لعبة الموت
بين فينة وأخرى يطالعنا نبأٌ يقُض مضاجعنا بفاجعة موتٍ لطالب في مدرسة ما، ثم ما نلبث حتى تليها فاجعة أخرى والشواهد كثيرة والأحداث مريرة.
أصبحت لعبة الموت سلاحًا يفتك بأبناء هذا الجيل والأسباب تكاد مجهولة لدى كثيرين.
ماهو السبب ؟ ومن المسؤول عن كل ذلك ؟
مع بدء هذا العام، وفي أقل من شهرٍ طالعتنا حالتي قتلٍ في مدارسنا وبيننا ومن فلذات أكبادنا، وكل ذلك لا يعدو كونه مشاجرة صبية لم يبلغوا سن الرشد بعد، فهل نُلقي باللوم على تعليمنا أم نصُب جام غضبنا على أولياء الأمور.
حوادثٌ كهذه ليس بيدنا تداركها، وهي تحدث في بضع ثوانٍ بين طالبين تشاجرا بسبب كلمة نابية أو اقتصاص لرد حق تافه.
البعض يرمي بالتُهم جزافًا على كادر التعليم في المدرسة أو أولئك المعلمين؛ وكأنهم يعلمون ماسيحدث أو أن لهم اليد الطولى في ردع مثل هذه الحوادث الشنيعة متناسين أن هناك سببًا حقيقيًا أدى لتفاقم هذه الظاهرة بداية من المنزل الذي أغفل البعض دوره الرئيسي في تربية أبناء هذا الجيل ومراقبتهم في ظل ثورة التطور التقني، والذي لا يخلو منه أي بيت من بيوتنا.
نعم إنها الحقيقة، لقد تمرد الكثير من الأطفال على التربية المثالية في ظل وجود آباء لا يكترثون لما بين أيدي أبنائهم من سلاح يفتك بهم من حينٍ لآخر.
إنه سلاح العصر الحديث، وما يمتلكه من قدرة خارقة على تدمير عقول هذا النشء وقبل ذلك كله تدمير القيم والأخلاق، ويصبحون أسرى له وطوع أمره، ويتقمصون مافيه من شخصيات مزيفة لاهم لها إلا تدميرنا وتدمير الأجيال القادمة.
برامجٌ ومسلسلاتٌ وتطبيقاتٌ تتلاحق، وتسابق الزمن لتطويع عقول شبابنا وحبسها بين جدرانها حتى يأتي ذلك اليوم الذي يُقدم فيه ذلك الطفل والشاب على التطبع، وتقمص تلك الشخصيات العدائية، وتطبيق ماتحتويه من دموية ووحشية على الآخرين.
خلاصة القول ومما رأيت، وعايشت في ردهات مدارسنا أن هذا الجيل أصبح مأسورًا ومقيدًا تمامًا لهذه التقنية دون حسيبٍ أو رقيب، ثم ينتُج عن ذلك مآسٍ لا حصر لها.
مايجب علينا الآن هو السيطرة عليها ومراقبتها من أعلى سلطة لدينا ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام، وبما تملكه من نفوذ في منع المسلسلات الهابطة، والتي تُثير النعرات القبلية وما شابهها من برامج، وكذلك تقييد كافة البرامج التي نتج عنها وبسببها كل ما شاهدناه مؤخرًا فالخطر محدق بأبنائنا، وقد يكون القادم أسوأ إن لم يعِ صاحب القرار أن ماحدث سيتكرر ويستشري وعند إذ لن ينفع البكاء على مافات، فاللهم هل بلغت.