المقالات

جائزة أفضل إخصائي اجتماعي برؤية سوسيولوجية

أطلقت إدارة الخدمة الاجتماعية الطبية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر في 9-9-2019، مسابقة سنوية تحت مسمى (أفضل إخصائي اجتماعي) على مستوى المملكة العربية السعودية، وكان لها الريادة والتفرّد في تبني هذه المسابقة، التي تستهدف الإخصائيين الاجتماعيين المتميزين في ثماني فئات من مجالات الخدمة الاجتماعية وهي كالتالي: ١-أفضل إخصائي اجتماعي عام ٢- أفضل إخصائي اجتماعي فئة الأطفال ٣- أفضل إخصائي اجتماعي فئة المسنين ٤-أفضل إخصائي اجتماعي مؤهل حديثًا ٥-أفضل طالب خدمة اجتماعية أو علم اجتماع ٦- أفضل إخصائي اجتماعي مدرب .٧- أفضل إخصائي اجتماعي في شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر) ٨-أفضل قسم أو إدارة خدمة اجتماعية، فكانت متنوعة لضمان أكبر قدر من التنافس بين الفئات المختلفة، وبالنظر لهذه المسابقة الأولى من نوعها، وتعميمها على مستوى المملكة العربية السعودية، فهي مبادرة حملت في طيّاتها العديد من التوجهات ذات الطابع الإيجابي والفعّال، أولًا : تخصص الخدمة الاجتماعية والاخصائيين الاجتماعيين يستحقون لفتة ومبادرة كهذه المسابقة التي تعمل على التحفيز ورفع الهمة.
ثانيًا: تبني مثل هذه المسابقات هو صياغة لثقافة ذات أثر إيجابي (عدوى إيجابية) ثقافة تنمي كل مورد للإبداع والابتكار والأصالة.
ثالثًا: توجيه وتثقيف المجتمع لمعرفة من هو الإخصائي الاجتماعي؟ وماهو دوره؟ وماهي الرسالة التي يقدمها للمجتمع؟ ذاك الدور وتلك الرسالة التي تقوم على الرقي بالمجتمع، والحد من مشاكله الاجتماعية ، ومساعدته على التطور والتقدم وتحقيق العدالة لجميع فئات المجتمع، ومساعدتهم بالحصول على حقوقهم المختلفة، والسعي على تحقيق أكبر قدر من النتائج الإيجابية.
رابعًا: أتاحت هذه المسابقة تسليط الضوء العام على(الخدمة الأجتماعية) المهنة الإنسانية المنسية، والتي تعاني «التهميش» وأزمة «الهوية»فاستبدلوا مسمى الإخصائي الاجتماعي بمسميات أخرى، وجعلوها مهنة تتسم بمحدودية الوظائف المطروحة للإخصائي الاجتماعي، مع العلم أن الحاجة ماسة لهم في كافة الميادين، وتوظيف غير المتخصصين من تخصصات مختلفة “الدخلاء” على وظيفة إخصائي اجتماعي؛ وكأنها مهنة من لا مهنة له، فعمل الإخصائي الاجتماعي عمل مهني قائم على أسس علمية ومنهجية، فتخصيص هذا الإخصائي بمسابقة سنوية، تعيد المكانة له ولدوره، وأنها مهنة محمية الحقوق، وذات رسالة وهدف.
خامسًا: من منطلق مواكبة رؤية وطننا 2030، وماتضمنه محور مجتمع حيوي، مواصلة تطوير منظومة الخدمات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية؛ لتصبح أكثر كفاءة وتمكينًا وإنصافًا، والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الاجتماعية وجودتها، وتعزيز القدرات والكفاءة، والإنتاجية، وتحقيق عملية التحول الوطني للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، وتنمية المجتمع السعودي، وبناء على ماتقدم كانت هذه المسابقة بمثابة التطبيق العملي لرؤية وطننا الحبيب ودعمًا لكل إخصائي اجتماعي‬⁩ يسعى ليكون فاعلًا وإيجابيًا وممثلًا لمهنته خير تمثيل، مجسدًا للميثاق الأخلاقي للمهنة، وسفيرًا مخلصًا للعطاء.
(وبحسب تصور عالم الاجتماع (هومانز) فإن النظرية التبادلية تؤمن بأن الحياة الاجتماعية ما هي إلا عملية تفاعلية تبادلية، بمعنى أن أطراف التفاعل أو طرفي التفاعل تأخذ وتعطي لبعضها البعض).
ومما سبق تشكل مبادرة جائزة أفضل إخصائي اجتماعي منظومة من التبادل والعلاقات والتفاعلات البناءة، فمنح المكافآت لابد أن يقوي العلاقات الاجتماعية، وتقوية العلاقات يؤدي إلى خدمة أغراض المجتمع، وبالتالي تحقيق الأهداف التي تسعى إلى الرقي، والسمو بمهنة الخدمة الاجتماعية، والإخصائي الاجتماعي.

وأخيرًا نتقدم بالشكر والعرفان الجزيل لإدارة الخدمة الاجتماعية الطبية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، على هذه المبادرة الرائدة، والتي تحمل في طياتها الكثير من الإبداع والتميز، فاتحة بذلك آفاق العطاء، مذكية روح التنافس الشريف.
وسيكون بإذن الله وتوفيقه، تكريم الفائزين في التاسع عشر من مارس العام القادم، تزامنًا مع اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية. ‏

Related Articles

One Comment

  1. ماشاء الله تبارك الله..

    مقال رائع.. إحتوى أطراف المبادرة وفندها وفهم هدفها..

    شكراً جزيلاً لكِ أ. سعاد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button