المقالات

مشاهد سلبية من يوم الجمعة

رغم أن يوم الجمعة هو يوم عظيم، منّ الله به علينا كمسلمين وجعله بفضله ورحمته لنجتمع فيه لذكره -عز وجل- وطاعته وعبادته، ونظهر به مشاعر الفرح والسرور؛ كونه من أفضل الأيّام خلال العام؛ حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ، يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ) رواه مسلم. ورغم عظمة هذا اليوم الذي يذكرنا بشرع الله باتباع ما أمر الله به، وما نهانا عنه، ورغم ما نسمع فيه من إرشاد وتوجيه ومواعظ تساعدنا في تنظيم حياتنا إلا أننا نجد أن هناك من لا يستشعر قدسية هذا اليوم ولا يحترمه كيوم عظيم له آدابه وخصوصيته، فنشاهد بعض المشاهد السلبية التي تتنافى مع عظمة هذا اليوم، وهي:-

المشهد الأول

فوضى وقوف السيارات؛ حيث إن البعض يأتي متأخرًا، ولا يرغب في إيقاف سيارته إلا عند أقرب مسافة لباب الجامع مع أن المواقف فسيحة عند وصوله، ومع ذلك فهو يستحدث له موقفًا عشوائيًا فوضويًا من أجل أن يكون الأقرب لباب المسجد، ثم يزداد الأمر سوءًا، كلما ازداد عدد المتأخرين؛ ليصل في قمة الفوضى والعشوائية، وعدم احترام حقوق الطريق؛ ليقوم البعض بإغلاق الطريق حول الجامع مع أن هناك متسعًا في المواقف في مشهد مؤسف لا يراعي ولايحترم حقوق الطريق التي ربما تتسبب في تعطيل واجبات قطاع الأمن والسلامة والإنقاذ مثل: الدفاع المدني، والهلال الأحمر والطوارئ وغيرها، والتي أجد معها ضرورة تفعيل نظام المخالفات المرورية للوقف الخاطئ الذي يعطل المرور حول الجوامع يوم الجمعة.

المشهد الثاني

فوضى وعشوائية انتشار الأحذية؛ حيث نجد الأماكن المخصصة لها إلا أن البعض لا يمتثل لذلك في منظر سيئ أمام مداخل وبوابات الجوامع إلا من القلة القليل التي تحترم هذا الأمر، وفي نظري ينقسم المصلون في هذا الجانب إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: وهم الحريصون على أحذيتهم، وهم الذين يضعونها فوق الصناديق وداخل الأدراج العلوية أو داخل المسجد، والقسم الثاني: وهم المرتبون، والذي يضعون أحذيتهم في أي مكان داخل الصناديق، والقسم الثالث: وهم الفوضويون، وهم الذين يضعونها أمام مداخل الأبواب في منظر سيئ يعيق من حركة المصلين، وتعيق حركة عربات كبار السن والمعاقين، والذين لهم حقوق علينا في تسهيل دخولهم وخروجهم من وإلى الجامع بكل يسر وسهولة.

المشهد الثالث

تثاقل وامتعاض البعض من فسح المكان أمام إخوانهم المصلين، بل نشاهد تجاهل البعض وعنادهم لمن يريد أن يجلس بجوارهم وهذا فيه أنانية، وحب للنفس، والذات، ويتنافى مع التوجيه الرباني في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ …الآية ) 11 المجادلة

المشهد الرابع

التثاقل، والتردد عن إكمال الصفوف؛ حيث يشاهد إذا قامت الصلاة يتقدم البعض لإكمال الصفوف إلا أن هناك فئة كثيرة تتردد وتتثاقل دعوة الإمام، ودعوة إخوانهم المصلين في إكمال الصفوف التي ورد عن اهميتها ما رواه مسلم في صحيحه (430) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟) فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟ قَالَ : (يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ).

وما رواه أبو داود (666) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ) صححه الألباني.

المشهد الخامس

جفاف مشاعر الألفة، والمحبة، والمودة بعد الانصراف من الصلاة من خلال ما يشاهد من معالم الوجوه العابسة والبائسة وغياب الابتسامة والتسابق الجاف، من المرونة عند الخروج من المسجد دون مراعاة لحق الشيخ الكبير، وحق الإنسان الضعيف، وحق المسلم على المسلم في تبادل المحبة التي أكد عليها رسول الله صل الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خيار أئمتكم : الذين تحبُّونهم ويحبُّونكم، ويصلُّون عليكم، وتصلُّون عليهم، وشرار أئمتكم: الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم.

—————-
@Mohammed_frih

Related Articles

3 Comments

  1. بارك الله فيك يا ابو سلمان جميع ماذمرت من سلبيات للاسف مشاهد وهذا نتيجة حتميه لبعد البعض وليس الجميع عن التفقه في الدين فمعظم تعاليم الشرع تهدف الى السمو باخلاق المسلم وتربيته على حسن الخلق والبعض يعتقد ان الصلاة والحضور الى المسجد مجرد حركات يؤديها وينصرف ولا يستشعر أهداف التجمع في بيت الله فهو لمعرفة الجيران والسؤال والتآلف بين المصلين وتفقد احوالهم وزيارة من كان مريضا . جزاك الله خيرا

    1. بارك الله فيك أبا سلمان ،،اتمنى ان تكتب تلك المخالفات في لوحات على مداخل الجوامع ،والاستدلات التي تحث على تركها ،،،،

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخي ابو سلمان
    اسال الله العلي العظيم ان يجزاك الخير فيما سردته فاذا نظرنا لواقعنا اليوم اجد جميع ماتحدتث به واقع ملموس
    مقال جدير للطرح وجميع ماسرد فيه من هدى حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال صلى الله عليه وسلم (الدين المعامله)
    شكرا ابا سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button