أحمد حلبي

وفاء لمطوفي جنوب آسيا

في بادرة حملت معنى الوفاء الإنساني، وأكدت نقاء القلوب وصدق المشاعر، أطلق مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، اسم السيد/ أحمد شيخ جمل الليل ـ يرحمه الله ـ، على القاعة الرئيسية بالمؤسسة، وفاءً وتقديرًا لما قدمه ـ يرحمه الله ـ من خدمات لحجاج بيت الله الحرام طوال فترة حياته، ودوره في وضع اللبنات الأولى لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا.

وإن كان مجلس إدارة المؤسسة قد أطلق الاسم على القاعة، فإن للسيد / أحمد شيخ ـ يرحمه الله ـ أدوارًا لا تنسى في خدمة ضيوف الرحمن والمطوفين معًا، ومن عمل معه في أوائل نشأة المؤسسة يوم كانت بمقرها المستأجر بدوار كدي يتذكر ذلك، ويدرك حجم المعاناة التي واجهها في تلك البدايات وقدرته ـ يرحمه الله ـ على التغلب عليها بعون الله وتوفيقه وأعضاء مجلس الإدارة والمطوفين الذين وقفوا معه يدًا واحدة.

ولمن لا يعرف الحقائق، فإن السيد / أحمد شيخ جمل الليل لم يكن طامعًا في الحصول على رئاسة مجلس الإدارة، وفي بداية تأسيس المؤسسة وتشكيل مجلس الإدارة رشح السيد / عبدالرحمن شلي ـ يرحمه الله ـ لرئاسة مجلس الإدارة فرفضها، ثم رشح بدلًا منه السيد / أحمد شيخ ـ يرحمه الله ـ فرفضها، ولضيق الوقت فقد وجه معالي وزير الحج (والأوقاف) ـ آنذاك ـ الأستاذ / عبدالوهاب عبدالواسع ـ يرحمه الله ـ بأن يتولى السيد / أحمد شيخ رئاسة المؤسسة بالقوة وليس بالاختيار، وأحداث هذه الواقعة يعرفها من كان قريبًا منه، أو قريبًا من السيد / جعفر شيخ جمل الليل
ـ يرحمهما الله ـ .
ورفض السيد / أحمد شيخ ـ يرحمه الله ـ لرئاسة المؤسسة لم يكن خوفًا من الفشل كما يتصور البعض، فقد كان ـ يرحمه الله ـ واثقًا من قدرته على تحدي الصعاب بمن معه من أعضاء مجلس إدارة أوفياء، ومطوفين صادقين وقادرين على إثبات وجودهم، لكن الرفض كان لرغبته بأن يتولى الشباب قيادة التجربة الأولى لتحول الطوافة للمؤسسات.

وأملي أن تقتدي بقية مؤسسات الطوافة بما أقدمت عليه مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، ومن قبل مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا بإطلاق اسم أول رئيس مجلس إدارة لها على قاعتها الرئيسية؛ خاصة وأن النشء من شبابنا يجهلون تمامًا من وضعوا اللبنات الأولى لبناء المؤسسات.

وليت مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية التي غيّبت اسم الأستاذ علي حسن أبو العلا ـ يرحمه الله ـ كأول رئيس لمجلس إدارتها تقتدي بهاتين المؤسستين، فالأستاذ / علي أبو العلا ـ يرحمه الله ـ لم يكن أول رئيس لمجلس إدارة المؤسسة فقط، بل كان خادمًا لحجاج بيت الله الحرام، مدافعًا عن المطوفين ومتحدثًا عن خدماتهم وأعمالهم.

وأملي أيضًا أن نرى مؤسسة مطوفي حجاج إيران، وقد وضعت اسم الشيخ محمد علي أمان كأول رئيس لمجلس إدارة مؤسسة، ومؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية أبرزت اسم الشيخ عبدالعزيز خوقير، ومؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا دونت على قاعتها اسم اللواء متقاعد محمد علي أندقيري ـ يرحمه الله ـ أول رئيس لمجلس إدارتها.
ويبقى السؤال، متى ندون أسماء من وضعوا اللبنات الأولى للبناء ؟

Related Articles

2 Comments

  1. نثمن للدكتور رأفت بدر هذه اللفته التي تنم عن تقديره ووفاءه للوالد السيد احمد شيخ جمل الليل رحمه الله الذي أفنى حياته في خدمة الحجاج والمطوفين وكان حريص كل الحرص علي مصلحة الطرفين نسأل الله ان يجعل ذلك في موازين حسناته ونتقدم بالشكر للدكتور رأفت بدر علي حرصه الدائم للرفع من خدمة الحجيج وتخليد اسم الوالد علي القاعة الرئيسة لمؤسسة حجاج دول جنوب اسيا .

  2. سعادة رئيس مجلس ادارة مؤسسة حجاج دول جنوب اسيا
    السادة اعضاء مجلس ادارة المؤسسة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بلغنا نبأ لفتتكم الكريمة في صحيفة مكة الالكترونية بتسمية قاعة اجتماعات المؤسسة باسم والدنا السيد احمد محمد جمل الليل رحمه الله وفاء لاول مؤسس لمؤسسات الطوافة الا وهي مؤسسة حجاج دول جنوب اسيا والتي أسست عام ١٤٠٣ هج وحسب الامكانيات المحدودة ٱنذاك واستطاع ان يسير بها الى مصاف المؤسسات المتقدمة و بتلك الخدمات المتواضعة وبمساعدة اعضاء مجلس ادارة من خيرة المطوفين رحمهم الله
    ولا يسعنا في هذا المقام الا تقديم خالص شكرنا وامتناننا وتقديرنا وعرفاننا لسعادتكم على هذه المبادرة التي اسعدتنا جعلها الله في ميزان أعمالكم والشكر موصول لكافة اعضاء مجلس الادارة
    ودمتم زخرا لهذه المؤسسة
    مع تحيات أبناء المرحوم احمد جمل الليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button